ياسر محمد – حرية برس
تتواصل معاناة نحو أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا مع كل استحقاق سياسي تركي، حيث يبدو هؤلاء الحلقة الأضعف والمادة الأكثر قابلية للمساومة من قبل الساسة المعارضين الأتراك وهواة الدسائس من المحسوبين على نظام الأسد.
فما كاد ينتهي “كابوس” الانتخابات التركية المبكرة والذي أفضى إلى إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان ما أدخل الطمأنينة مجدداً إلى نفوس السوريين، حتى عاد مثيرو البلابل ومطلقو الشائعات إلى تخويف وترويع اللاجئين مجدداً عبر ادعاء وجود خطة عامة وشاملة لخلق فتنة كبرى بين اللاجئين والمجتمع المضيف، حسب زعمهم.
مقطع صوتي لمحامٍ يقول إنه سوري مقيم في تركيا انتشر أمس انتشار النار في الهشيم، وتبادله السوريون في تركيا وكأنه عين اليقين، أطلق فيه المحامي المفترض تحذيرات للسوريين من الخروج هذه الأيام، والتزام بيوتهم، زاعماً وجود خطة في عموم مناطق تركيا لخلق فتنة كبرى بين السوريين والأتراك.
وزعم المحامي الذي عرف عن نفسه باسم “ماهر عباس” بأن هذه المعلومات وردته مباشرة من برلمانيين أتراك ينتمون لحزب العدالة والتنمية، وهم الذين طلبوا منه نقلها للسوريين في تركيا، رابطاً “الفتنة” بالمعارضة التركية وحزب الشعب الجمهوري المعارض وزعيمه “قليشدار أوغلو”.
وخلال مداخلته الصوتية التي استمرت ست دقائق، طلب “عباس” من السوريين عدم التجمهر أو التجمع مهما كانت الأسباب، وصولاً إلى طلبه منهم عدم الخروج من بيوتهم إلا للضرورة لمدة 10 أيام!.
“حرية برس” رصد الحياة في أكثر من ولاية تركية من الولايات التي يكثر فيها وجود السوريين، ولم يلحظ أي شيء غير طبيعي لا في تعامل الناس ولا في تعامل أجهزة الدولة ومؤسساتها.
ورجح ناشطون أن يكون المقطع الصوتي وسبب انتشاره الأحداث التي شهدتها مدينة غازي عنتاب يوم الخميس الفائت، حيث نشب شجار كبير بين سوريين وأتراك على خلفية اتهامات متبادلة بالتحرش بطفلة، وأصدرت بلدية غازي عنتاب عقب الحادثة بياناً أوضحت فيه أن تم تطويق القضية والقبض على 22 من المتسبيين بالإشكال.
الكاتب والمحلل السياسي مضر حماد الأسعد المقيم في ولاية أورفا التركية، أكد في حديث خاص لحرية برس أن معظم الشعب التركي يقف إلى جانب السوريين، وقلة قليلة منه هم من يحاولون افتعال المشاكل، وهم ينتمون للأحزاب المعارضة المتشددة و”ب كي كي” الإرهابي، مشيراً إلى أن الحكومة التركية تعي ذلك، وتقوم بتطويق أي حادث أمني يفتعله هؤلاء مع السوريين، كما حصل في عنتاب مؤخراً.
وأضاف الكاتب الأسعد أن جهات مطلعة حذرت من بلابل محتملة لتفجير أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا من قبل نظام الأسد وحلفائه عبر بث الشائعات وخلق الفتن، إلا أن الحكومة التركية والأجهزة المعنية تعي الأمر وتطوقه بحزم وتمنع أي ارتدادات غير محمودة العواقب على اللاجئين والمجتمع التركي المضيف.
ويعيش في تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري يتركزون في إسطنبول والولايات الجنوبية، معظمهم انخرطوا في سوق العمل وأصبحوا منتجين يعتمدون على عملهم كلياً في معيشتهم، كما أن نحو مئة ألف منهم حصلوا على الجنسية التركية الاستثنائية مؤخراً في مساع من الحكومة التركية لتجنيس 300 ألف سوري من أصحاب الكفاءات، وفق ما أعلن الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم ومسؤولون آخرون.
عذراً التعليقات مغلقة