عائشة صبري – حرية برس
أصبحت محافظة “القنيطرة” اليوم خزاناً بشرياً بكلّ معنى الكلمة حيث استقبلت جميع النازحين من أرياف درعا الشمالية والشرقية والغربية، وسط انعدام المساعدات الإنسانية بكافة مستوياتها.
ويقول “معاذ الأسعد” وهو ناشط إعلامي من القنيطرة لحرية برس: إنّه كان يوجد في القنيطرة قبيل الحملة الأخيرة على درعا عشرة مخيمات أولها الشياح في بلدة جباثا الخشب شمال المحافظة، ويضم حوالي ألفاً ومئتي عائلة، يليه مخيم بريقة بالريف الأوسط ثاني أكبر تجمع للنازحين ويضم نحو 500 عائلة، ثم مخيم فرح بالإضافة إلى مخيمات صغيرة منتشرة بشكل عشوائي كلّ منها يضم نحو خمسين خيمةً.
ويضيف: أنّ العملية العسكرية على الجنوب السوري منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، تسببت بنزوح سكان درعا إلى الشريط الحدودي الفاصل مع الجولان المحتلّ، فتم بناء ثلاثة مخيمات بشكل عشوائي من قبل الأهالي النازحين على حسابهم الشخصي، والمخيمات الثلاثة هي: مخيم أهل الخير في بلدة بريقة الثاني في بلدة قرقس بمنطقة الخربة، والثالث مخيم السلام في بلدة الرفيد المتاخمة لحدود الأراضي المحتلة، وينقسم المخيم الثالث لقسمين الأول غربي الرفيد متصل بنقطة الـ UN ويضم نازحي البلدات الشرقية لدرعا والثاني يضم نازحي الريف الغربي لدرعا. مشيراً إلى أنّ أعداد النازحين حالياً حوالي 250 ألف نازح في القنيطرة كحصيلة أولية بعد الحديث مع المجالس المحلية.
ونوّه إلى أنّ الوضع الإنساني مأساوي جداً فالأهالي فصّلت خيمها من بقايا شوادر وأغطية قديمة ليس هناك عدد كافي من الخيم، فهناك تسعون بالمائة من النازحين ينامون بالعراء تحت ظلّ الأشجار، أو ظلّ السيّارات لا يوجد طعام ولا ماء لأنّ القنيطرة ليست مُتهيأة لاستقبال هذا العدد الهائل من النازحين، وهي تعداد سكانها قليل وبناها التحتية لا تستوعب ولا توجد منطقة في القنيطرة إلّا وامتلأت بالنازحين حيث أطلق الناس عليها اسم “يوم القيامة”.
بلدة الرفيد المتاخمة للجولان المحتلّ تأوي التجمّع الأكبر للنازحين
“سامر العبود” رئيس مجلس محلّي الرفيد أفاد لحرية برس، بأنّ عدد العائلات في قرى مجلس الرفيد المحلّي ثلاثين ألف عائلة وفرق الإحصاء بالمجلس لم تكمل بعد الحصيلة النهائية، فربع سكان درعا باتوا في بلدة الرفيد التي لا تتجاوز مساحتها الأربعين ألف دونم. مؤكداً أنّ حركة النزوح باتجاه بلدة الرفيد والشريط الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مستمرّة وخاصّة المناطق التي سيطر عليها النظام كون الأهالي لا تثق بوعود الروس.
وأوضح “العبود” أنّ عدد العائلات التي عادت لمناطق شرق درعا حالياً “قليل” يُقدر بالعشرات، وبالمقابل دخلت عائلات إلى الرفيد بعدد أكبر من اللذين عادوا. مشيراً إلى عدم وجود أيّ مقومات حياة يعيشون بالعراء، وتحت ظلّ الأشجار دون خيم وسط غياب للمياه كما لم تدخل مساعدات غذائية باستثناء 300 كرتونة معونة إماراتية لا تثمن ولا تغني من جوع.
وختم حديثه بالقول: “لا نناشد سوى رب العالمين، فالعالم أجمع على ترك الشعب السوري يواجه مصيره بنفسه وحيداً، ونطالب من تبقّى من شرفاء بمساعدة هؤلاء المهجّرين الذين خرجوا هرباً من الموت دون حمل نقود أو حاجيات معهم، وتأمين حماية لها بالدرجة الأولى، ثم إنهاء معاناتهم ووقف للعدوان وانسحاب الميليشيات الطائفية”.
الاحتلال الاسرائيلي ما بين التهديدات والتظاهر بالواجب الإنساني وحسن الجوار
يقول بعض الأهالي: إنّ هناك تخوفاً لدى الاحتلال من النازحين على حدود الأراضي المحتلة ويجب أن يبتعدوا عن السياج الفاصل 500 متر على الأقل، وأكد مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّه لا يستبعد دخول جيش بلاده إلى المنطقة الفاصلة بينها وسوريا في الجولان المحتل، إذا ما ازداد ضغط السوريين الراغبين في اللجوء إلى الأراضي المحتلة. كما أنّه لن يقبل وجوداً عسكريًّا لغير جيش الأسد في المنطقة الحدودية في الجولان المحتل.
وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي”: إنّ “الجيش لا يتدخل بالحرب الداخلية في سوريا، لكنّه في ذات الوقت سيواصل الوقوف على تطبيق اتفاقات فك الاشتباك من العام 1974، بما في ذلك المنطقة العازلة”. وفي الوقت ذاته كان كيان الاحتلال أول من استجاب للنازحين حيث قدّم قبل أسبوع “13 طناً من الغذاء و3 أطنان من غذاء الأطفال، و3 شاحنات محمّلة بالمواد الطبيّة والأدوية، و30 طناً من الملابس والأحذية”. ويتفاخر أدرعي بصور تُظهر شكر السوريين على مساعدة الاحتلال لهم.
Sorry Comments are closed