عائشة صبري – حرية برس:
انتهت جولة المفاوضات الثانية بين لجنة تفاوض وفد المعارضة والجانب الروسي، مساء يوم الأحد برفض العرض الروسي القاضي بالاستسلام والانضمام للفيلق الخامس باستثناء قبول القيادي “أحمد العودة” قائد “قوّات شباب السنة” المتواجد في “بصرى الشام” شرقي درعا.
وأفاد أحد وجهاء بصرى الشام في تسجيل صوتي مسرب حصل موقع حرية برس على نسخة منه، أن “أحمد العودة” الذي جرت جولة المفاوضات بين الثوار والوفد الروسي في مقرّه في بصرى الشام قام بتسليم سلاحه الثقيل “دبابة وعربة BMP” وبعض الأسلحة الخفيفة، مضيفاً أن “العودة” سيتولى قيادة المنطقة لمدة ثلاثة أشهر وستعود كافة الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات إليها، مع منع أيّ عنصر من المليشيات الشيعية دخول بصرى الشام، وسماح نظام الأسد لأي شخص داخل المدينة بالتنقل أو السفر، وإبقاء الخدمة العسكرية للشباب الذي هم في سن الالتحاق داخل مدينتهم.
وأوضح الشيخ “عصمت العبسي” رئيس محكمة دار العدل في حوران في تصريح خاص لحرية برس: أنّ “المفاوضات بدأت أول أمس الجمعة وقدم الروس شروط مهينة تم رفضها من قبل لجنة التفاوض، وإعلان الانسحاب من المفاوضات أمس، وتم على إثرها شن الثوار هجوماً معاكساً تم من خلاله استرجاع بعض البلدات والنقاط وتكبيد نظام الأسد خسائر بشرية ومادية، ليُعاود الروس استدعائهم لجلسة جديدة بشروط أخف حدة من سابقاتها.
وأضاف “العبسي” أنه “وعند اجتماع لجنة التفاوض في مدينة “بصرى الشام اليوم الأحد، تفاجأت اللجنة بانسحاب الروس من عدة بنود وعودتهم إلى ورقة الشروط الأولى بل إلى أسوء منها، حيث رفضها أعضاء اللجنة، باستثناء “أحمد العودة” وأخذ قرار فردي بالموافقة على هذه الورقة”.
وقال “العبسي”: أن الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية مدعومة بالطائرات الروسية “بربرية بكل ما تعنيها الكلمة، حيث أنها تتبع سياسة الأرض محروقة وسط تواطؤ دولي ومأساة إنسانيّة كبيرة وهناك أكثر من 350 ألف نازح متوزعين على الشريط الحدودي مع الأردن والجولان المحتل يعانون من نقص بمياه الشرب والخيم وكافة مستلزمات الحياة وسط أجواء صحراوية قاسية وانتشار العقارب والحشرات مما أوى بحياة ما لا يقل عن “13” طفلاً وسيدتين”.
ولاقى خضوع “أحمد العودة” لنظام الأسد والروس غضباً واسعاً في أواسط الفصائل الجنوبية، وقال الرائد “قاسم نجم” قائد تحالف الجنوب وهو قيادي بجبهة ثوار سوريا مخاطباً أهل حوران: “لا تنتظروا بياناً رسمياً فالعودة بعد تهديده لنا بالأمس بالاعتقال وخسارتنا 12 شهيداً من جيش اليرموك عند خروجنا من بصرى الشام، سلّم المدينة وانتهى الأمر”.
وعلّق قائد فصيل أسود السنة “أبو عمر الزغلول” بقوله: أن معظم قادات حوران بدوا انهزاميين، ومن يريد العمل الصحيح فليتعاون بالهجوم على جيش الأسد، وقرارنا عدم الخضوع للروس، مطالباً شباب حوران بالانخراط بالمعركة.
وأكد “قاسم أبو الزين” قائد المجلس العسكري بمدينة “نوى” عدم موافقته على التسليم، قائلًا “بصرى الشام لا تمثل كافة حوران”، كذلك أوضح العقيد “بشار الزعبي” رئيس المكتب السياسي في جيش اليرموك، أن على كل صاحب قرار وخاصة العسكريين الاجتماع لاتخاذ قرار جماعي، كما نشرت غرفة العمليات المركزية في الجنوب بياناً بعد مفاوضات اليوم مع الجانب الروسي من كلمتين “الموت ولا المذلة”.
وإلى ذلك، تستمر محاولات قوات الأسد ومليشياتها التقدّم على محاور درعا حيث تجري حالياً معارك عنيفة على محاور بلدات “صيدا، كجيل، الطيبة، الجيزة” شرقي درعا وتمكن الثوار قبل قليل من إعطاب دبابة ومضاد ٢٣ لقوات الأسد على جبهة “صيدا” بالتزامن مع قصف مدفعي على تلك المحاور إضافة لقصف على مدينة طفس غربي درعا التي شهدت اليوم اشتباكات عنيفة.
يُذكر أنّ “لجنة التفاوض” تضم ستة أعضاء ثلاثة مدنيين بينهم المحامي “عدنان مسالمة” وثلاثة عسكريين وهم “العقيد بشار الزعبي، والرائد قاسم نجم، والمهندس أدهم أكراد”، وعقدت اللجنة اجتماعاً تمهيدياً على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة، مساء الجمعة وتوقفت المفاوضات السبت لتستأنف الأحد بعد وساطة أردنية، وذلك مع دخول الحملة التي تشنها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية مدعومة بطائرات العدوان الروسي على محافظة درعا يومها السابع عشر على التوالي، خلفت مئات الشهداء والمصابين بينهم نساء وأطفال، إضافة لتهجير الآلاف من المدنيين من منازلهم نحو الحدود، هرباً من القصف العنيف الذي تتعرض له مدن وبلدات درعا وخوفاً من تقدم قوات الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة