ياسر محمد – حرية برس
بعد فشل مفاوضات استمرت أكثر من شهر بين الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، والدول صاحبة المصلحة واليد العليا على الأرض السورية، بدأت قوات الأسد حملة عسكرية غير متوقعة على مناطق في درعا بغية تقسيم مناطق سيطرة المعارضة وتسهيل حصارها، إلا أن هجوم قوات الأسد لم يحظ بغطاء جوي روسي في الأيام الأولى، ما أعطى مؤشراً عن عدم التوصل لاتفاق بين الروس والأمريكان والاحتلال الإسرائيلي، منع الروس من تقديم الدعم الجوي لقوات الأسد، تزامناً مع تحذيرات أمريكية صارمة للنظام بأنه سيدفع ثمن مهاجمة الجنوب وبأن الرد سيكون مزلزلا.
إلا أن المعادلة سرعان ما تغيرت، وظهر الطيران الروسي أول أمس في سماء الجنوب، ليشارك منذ ذلك الحين وحتى الساعة بعشرات الغارات الجوية التي استهدفت المدنيين والمنشآت الخدمية كالعادة، ما أدى لخروج مشفيين بدرعا عن العمل وتشريد عشرات آلاف المدنيين إلى العراء، بعد إعلان الأردن إغلاق حدودها نهائياً بوجه الهاربين من وحشية روسيا ونظام الأسد.
الخذلان الأمريكي لفصائل المعارضة، والصمت “الإسرائيلي” عن حملة النظام وروسيا، ردها محللون إلى تحقيق روسيا والنظام شروط “إسرائيل” بإبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود مسافة 40 كيلومتراً كما طلبت، وهو ما سربته مصادر لصحيفة الحياة قبل ثلاثة أيام، أي قبل يوم واحد من تدخل الطيران الروسي في المعركة.
وسائل إعلام “إسرائيلية” قالت منذ بدء مفاوضات الجنوب قبل شهر إن “إسرائيل” تقبل بإعادة تفعيل اتفاقية وقف النار عام 1974 وعودة قوات الأسد إلى الحدود مع الجولان المحتل، كما لفتت إلى اتفاق روسي إسرائيلي يقضي بمنع الميليشيات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” من الوصول إلى حدود الجولان مع الموافقة على استعادة نظام الأسد بمفرده السيطرة على الحدود، كما تضمن الاتفاق احتفاظ “إسرائيل” بحرية توجيه ضربات داخل سوريا.
وبهذا الاتفاق تكون دولة الاحتلال أكثر اطمئناناً على أمن حدودها الشمالية التي حرسها حافظ الأسد 30 عاماً قبل أن يكمل وريثه المهمة ويثبت أنه الأكفأ لتنفيذها.
الناشط السياسي والكاتب أحمد أبا زيد رأى أن “حملة نظام الأسد وحلفائه الأخيرة على درعا هي نتيجة تنسيق روسي إسرائيلي في المقام الأول، وتراجع في الموقف الأمريكي الأردني، الوجود الإيراني من عدمه هو تفصيل ثانوي ونقاشه سخيف، يُراد تأهيل الأسد وإنهاء الثورة من مهدها”.
أما الكاتب الصحفي السوري محمد منصور فأشار إلى التخاذل الأمريكي في الجنوب السوري قائلا: “ما يجري في درعا هو ضوء أخضر أمريكي بنسبة 100% والمجرم بوتين أجبن من أن يخرق منطقة خفض التصعيد في الجنوب بلا هذه الموافقة الأمريكية”.
وبالطبع فإن رفع الغطاء الأمريكي عن المعارضة في الجنوب لا يخضع إلا لحسابات حليفها الأوثق “إسرائيل” التي اختارت أن يكون “الأسد” جارها وحامي حدودها الشمالية من أي احتمالات هي بغنى عنها.
بينما رأى الكاتب عبد الرحمن الحاج أن الجيش الحر بقي بمفرده في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، مضيفاً: “هذه أيام عصيبة في معقل الثورة ومهدها درعا. لقد خدعنا الأمريكيون وتخلوا عنا مراراً لكنها المرة الأولى على عهد ترامب.. إذا صمد الجيش الحر أمام الآلة العسكرية الروسية فسيكون نصراً عظيما.”
الصحفي الصهيوني إيدي كوهين، اختصر المشهد في الجنوب وعموم سوريا، وقالها صراحة في برنامج تلفزيوني: “نحن في إسرائيل نحب بشار الأسد.. سقوط بشار الأسد يهدد الأمن القومي الإسرائيلي”!!..
https://twitter.com/EdyCohen/status/1011237271658430464
عذراً التعليقات مغلقة