ترجيح هزيمة إيران في سيناريو الجنوب السوري

فريق التحرير22 يونيو 2018Last Update :
مقاتل يمشي بالقرب من مدرعة ترفع راية مليشيا حزب الله اللبناني في منطقة قارة بريف دمشق – AFP

ياسر محمد – حرية برس

لليوم الرابع على التوالي تستمر المناوشات بين قوات الأسد وفصائل الجيش الحر في حوران جنوب سوريا، مع سقوط شهداء مدنيين وقتلى من قوات النظام والميليشيات وسط أنباء غير مؤكدة عن تقدم طفيف للنظام.

محللون وسياسيون أجمعوا على أن معركة الجنوب سياسية وليست عسكرية كما زعم رأس النظام بشار الأسد، إذ إنه بعد فشل المفاوضات الإقليمية الدولية (أمريكا وروسيا والأردن وإيران وإسرائيل)، بداية الشهر الجاري لإعادة تفعيل “خفض التصعيد” وإبعاد إيران وميليشياتها مسافة 40 كم عن حدود الأردن والآراضي التي تحتلها “إسرائيل”، عمدت تلك الدول إلى افتعال معركة بغية ضغط الطرف الذي يحقق مكاسب على الأرض على الأطراف الأخرى.

وتؤكد مصادر سياسية أن غياب الطيران الحربي الروسي عن المعركة –على غير المعتاد- يؤكد أن روسيا لن تنخرط بشكل مباشر في المعركة، وهي التي طلبت من إيران سابقاً سحب ميليشاتها من الجنوب، كما يؤكد أيضاً استحالة تحقيق قوات الأسد انتصاراً ولو صغيراً، إذ إنه كسب كل معاركه السابقة بعد قيام الطيران بتدمير كل شيء على الأرض. إلا أن روسيا لم تغب عن الساحة كلياً، حيث أرسلت رجلها “سهيل الحسن” (النمر) إلى السويداء، في إشارة إلى وجودها في معادلة الحرب تمهيداً لمشاركتها في معركة السياسة جنوبا.

المحلل السياسي السوري العميد أحمد رحال رأى أن النظام يسعى إلى تقسيم المنطقة ومن ثم حصارها كما فعل في الغوطة الشرقية، وكتب تحت عنوان “تقسيم الجنوب”: “مناطق تعزيزات ميليشيات الأسد وإيران, واتجاهات توجيه التمهيد الناري بأطراف بصر الحرير وناحتة يدلل أن توجه النظام يهدف لتقسيم المناطق المحررة في الجنوب وعزلها وحصارها ومن ثم ابتلاعها بتكرار لما حصل بمحيط دمشق. محور بصر الحرير- ناحتة- الحراك- درعا- معبر نصيب مهم وخطر”.

أما الناشط السياسي أحمد أبا زيد فيرى أن سيناريو الحرب قائم ولكن غير محسوم بعد، فالوجود الإيراني واضح رغم الطرح الروسي/الإسرائيلي باستبعاد إيران مقابل سيطرة النظام، أمريكا كررت تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، الأردن في موقع تأثير أضعف إقليمياً ولكنها الطرف الأكثر جدية في رفض تجدد الحرب في درعا.

مصادر قالت لصحيفة “الحياة” إن الميليشيات الإيرانية انسحبت من الشريط المتاخم للحدود مع الجولان المحتل، إلى عمق 40 كيلومتراً، بالتزامن مع محادثات أردنية– أميركية مع فصائل الجنوب، ما يعد مؤشراً إلى اقتراب التسوية التي تدخلت فيها قوى إقليمية ودولية على حساب إيران.

كما رشحت معلومات عن وصول تعزيزات وأسلحة حديثة لفصائل المعارضة، وفق وكالة آكي الإيطالية، ما يشي بأن الأطراف الدولية تريد فعلا تحقيق مكاسب على الأرض قبل الدخول في جولة مباحثات جديدة حول راهن ومستقبل الجنوب السوري.

ولا يغيب البعد الاقتصادي عن المعركة، إذ إن إعادة فتح معبر “نصيب” شريان الاقتصاد الرئيسي بين سوريا والأردن يعدُ هدفا رئيساً لنظام الأسد في هذه المعركة، إلا ان المعارضة سبق وأكدت أن المعبر يمكن أن يفتح ويعاد إلى الخدمة نهاية العام الحالي، ولكن بإشراف قوات المعارضة والجانب الأردني بغياب كامل لنظام الأسد وأجهزته.

وسواء صحت المعلومات عن انسحاب إيران من الجنوب أم لا، فإن كل السيناريوهات تشير إلى أن مجمل الأطراف، بما فيهم روسيا، متفقون على طرد إيران وتقاسم المكاسب، إلا أن هذا الاتفاق -وفق رغبة ووعود تل أبيب- قد يعيد نظام الأسد إلى تسلم مهامه في “حماية حدود إسرائيل” من جديد!.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل