محمود أبو المجد – حرية برس:
في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها السوريين من نازحين ومهجرين في المخيمات، كان لابد من البحث عن عمل لتأمين لقمة عيشهم.
ففي مدينة جرابلس شرقي حلب، وجد الشباب و اليافعين في صيد الأسماك من نهر الفرات القريب من المدينة مهنةً يمكن أن تساعدهم في إعالة أهلهم.
ورغم أنها مهنة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعماهم بين الـ12 وال16، إلا أن كثيراً منهم لجأوا لممارستها، مما تسبب في وفاة عدد منهم غرقاً كان آخرهم وفاة 3 أطفال بتاريخ الرابع من حزيران/يونيو الجاري أثناء السباحة في النهر.
ويعد صيد الأسماك خطراً على حياة الأطفال والكبار ممن لم يزاولوا هذه المهنة منذ زمن أو لم يتعلموها، حيث عليهم وضع الشباك على أطراف النهر و أي خطأ صغير أو إزاحة قد يودي بحياتهم.
وخلال جولة قام بها مراسل حرية برس ولقائه عدداً من الأطفال سألهم عن الأسباب التي دفعتهم لاصطياد الأسماك، فكان الجواب بأ ليس لديهم معيل، فضلاً عن قلة فرص العمل في المنطقة نظراً لكونهم أطفال.
ويقول بائع أسماك في مدينة جرابلس ويدعى “ياسر” بأن كميات السمك في هذه الأيام قليلة بسبب انحسار نهر الفرات و قطعه من الجانب التركي، و رغم ذلك يبقى الصيادون لفترات طويلة لتحصيل قوت يومهم.
ويشير إلى أن الأطفال يصطادون السمك رغم المخاطر التي يتعرضون لها، و غالباً لا يصطادون أي سمكة و إلا أنهم يصرون على العمل، نظراً لحاجتهم إلى المال في ظل عدم وجود معيل الذي إما استشهد في القصف أو تم اعتقاله أو اختفاءه في هذه الحرب.
ويوضح ياسر أن من الأسباب التي تدفعهم لصيد السمك هي أسعاره التي تعد نوعاً ما كافية لتأمين قوتهم اليومي، حيث عن أسعار الأسماك وفقاً لأنواعها قائلاً سعر الكيلو غرام الواحد من السمك العادي 400 ل.س، السمك “البوري” 500 ل.س، السمك البني بنحو 500 ل.س، وسمك الكرب بـ 850 ل.س، فيما تتواجد أنواع أخرى لكنها نادرة كسمك السلمون الذي يصل سعر الكيلو منه ب 1200 ل.س.
ويشدد أحد المختصين في الدعم النفسي ويدعى “هاني” لدى حديثه مع “حرية برس” بأن الأطفال في هذا السن يجب وضعهم في المدارس وإبعادهم عن جو العمل الشاق و الخطير، لما له من تأثير على حياتهم و علاقاتهم الاجتماعية عندما يكبرون.
وينوه إلى “أن المسؤولية تقع هنا على المجتمع بشكل كامل عبر التعاون بين كافة الفعاليات في كل منطقة و تأمين ما يلزم للأسر المحتاجة، حتى لا يضطر الأطفال للعمل بمهن قد تودي بحياتهم كصيد السمك على أطراف نهر يعتبر من أطول الأنهار في سوريا، كما يجب على كافة المنظمات المعنية بالدعم النفسي إقامة نشاطات ترفيهية تنسيهم الظروف التي مروا بها.
وتكاد هذه المهمة مستحيلة مع ازياد أعداد النازحين والمهجرين ونقص المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في المخيمات والمدن الخارجة عن سيطرة قوات الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة