نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لكل من مسؤولة برنامج الرد على قضايا الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية “أمنستي إنترناشونال” دوناتيلا روفيرا، والباحث الذي يتعاون مع المنظمة الحقوقية بنجامين وولسبي، عن رحلة لهما إلى مدينة الرقة.
ويشير الكاتبان في مقالهما، إلى أن البحث والتقرير اللذين صدرا يوم أمس عن المنظمة، كشفا عن دمار كبير ارتكبته قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
ويلفت الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنت في أثناء الهجوم لاستعادة المدينة السورية من حكم تنظيم الدولة، آلافا من الغارات الجوية، وعشرات الآلاف من الطلقات المدفعية، حيث ضربت تقريبا كل شارع في المدينة.
ويقول الكاتبان: “ربما لن نعرف عدد المدنيين الذين قتلوا، رغم تأكيد قادة التحالف العسكريين على الدقة في اختيار الأهداف، لكن الدقة في الغارات الجوية هي دقيقة مثل الأهداف التي ضربت، ثم هناك حجم القنابل التي ألقيت”.
ويضيف الباحثان: “شاهدنا مرة تلو الأخرى بنايات دمرت بالكامل في الرقة، حيث تم استخدام قنابل كبيرة الحجم، قادرة على تدمير بناية بكاملها، ومع الأثر الذي تركه القصف المدفعي فإن أي مزاعم حول تقليل الضحايا بين المدنيين لا يمكن دعمها أو الدفاع عنها”.
وينوه الكاتبان إلى ما قاله القادة العسكريون والعمق في بحث كل هدف من أجل تجنب قتل المدنيين، الذين عرضوا صورا التقطتها الطائرات الاستطلاعية للأهداف في غرف قيادتهم على بعد 1200 ميل، التي قالوا إنهم شاهدوها 90 مرة قبل إعطاء الأمر بالغارات.
ويعلق الكاتبان قائلين: “يبدو أن هذه الرقابة لم تؤد لاستكشاف الآلاف من المدنيين الذين تجمعوا وهم يرتعدون في الغرف الخلفية أو الأرضية، حيث اعتقدوا أنهم في مأمن من الغارات، وبأن لديهم فرصة للنجاة، ولم يكن المختبئون كلهم من مقاتلي تنظيم الدولة، وأخبرنا السكان أنهم بقوا داخل بيوتهم ولم يخرجوا منها إلا بحثا عن الطعام والماء، وهذا ما يفعله المدنيون في أنحاء العالم كله عندما يعلقون في الحرب، وهو ما نفعله أيضا”.
ويضيف الباحثان: “كل من تحدثنا إليه في الرقة وافق على أن تنظيم الدولة هزم، لكنهم تساءلوا عن سبب قتل عائلاتهم وتدمير بيوتهم، ولا يزال التحالف مرتبطا، وبعناد، بفكرة دقة الغارات الجوية التي أدت إلى هزيمة تنظيم الدولة، وبعدد قليل من الضحايا المدنيين، وهذا تعلل بالأماني، كما أظهر بحث (أمنستي) في الرقة، التي تعرضت قبلها الموصل للدمار”.
ويذكر الكاتبان أن “التحالف رفض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال البحث، وقال إن فريق (أمنستي لا يفهم وحشية الحرب)، وهم مخطئون فإننا نفهم، فقد زرنا في الرقة عددا من المواقع، وعملنا مع خبراء عسكريين لفحص أشكال الدمار، وقمنا بمقارنة المواد بشهادات الناجين، وكان على التحالف عمل هذا، ويجب عليهم ذلك”.
ويرى الكاتبان أن “التقليل من عدد الضحايا ليس ممارسة جيدة، فزيارة المواقع والمقابلات مع الناجين وشهود العيان ضرورية في آي عملية تحقيق، ودون تحقيقات فإن الالتزام بقوانين الحرب مستحيل”.
ويقول الباحثان: “في الرقة لم نلتق بناج أو أقاربه قام التحالف بمقابلته، أو اتصل به، ولم يتحدث أحد عن معرفة بزيارة المسؤولين الحلفاء من فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا”.
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن “أمنستي” تحث التحالف على الحياد والتحقيق بعمق في حوادث قتل المدنيين، التي يقال إنها حدثت، والاعتراف بحجم وخطورة خسارة المدنيين وتدمير ممتلكاتهم في الرقة، مشيرين إلى أن ما هو أقل من هذا هو حرمان للضحايا من العدالة والتعويضات، ما يهدد بمخاطر تكرار الأخطاء في أماكن أخرى.
Sorry Comments are closed