الفرد هو حجر الأساس الذي يحدد ماهية المجتمع إذا كان مثالياً أو لا، سواء من ناحية الأخلاق أو من الناحية الصحية لذا سنلقي الضوء على قيمة مهمة وهي صحة الفرد وخاصة في شهر رمضان المبارك.
الحفاظ على الصحة قيمة أخلاقية ودينية
هي قيمة أخلاقية لأن جسد كل شخص منا هو أمانة استودعها الله عنده فيجب الحفاظ على هذه الأمانة، ودينية لأننا سوف نسأل يوم القيامة عن أجسادنا فيما أفنيناها.
واليوم مع دخول شهر الصوم الذي أجمع كتير من الأطباء على فوائده الكبيرة للجسد، ما زال كثير من الأشخاص يهملون صحتهم ويتناسون أدويتهم، ولا يجعلوها ضمن أولوياتهم.
قد تختلف الأولويات لدى شخص وآخر، وما قد أعتقده أنا (رقم واحد) بحياتي يمكن أن يكون (رقم عشرة) عند غيري، ومن المؤكد أن صحة الجسد يجب أن تكون من أول الأولويات، ففي الحديث النبوي :”المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير”.
لكن مع الأسف فالصحة والحفاظ عليها لا تعتبر ذات قيمة لإنسان سليم جسدياً وهذا طبعاً يؤثر بدوره على كل أفراد المجتمع، وكلنا يعلم كم تتكلف الدول النامية بالإنفاق على مكافحة الأمراض نتيجة عدم وضوح قيمة الصحة في حياة كل فرد والتي يجب أن تكون رقم واحد في أولويات كل إنسان.
اليوم سنتكلم عن محورين مهمين لكل إنسان يصوم رمضان
المحور الأول: دواؤك في رمضان
دعونا نقسم الناس إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أصحاب الأمراض المزمنة
الثاني: المرضى الموسميين
الثالث: الأصحاء أو غير المرضى
نبدأ بأصحاب الأمراض المزمنة:
نصيحتي لهم أن يزوروا طبيبهم قبل رمضان على الأقل بشهر، ويجب أن يكون طبيباً مختصاً بمرضهم، يعني:
مريض الضغط عليه أن يزور طبيباً مختصاً بالأمراض الداخلية، مريض القلب عليه أن يزور طبيب الأمراض القلبية، مريض السكر عليه أن يراجع طبيب غدد تخصص مرضى السكري، أما مريض الصرع فعليه مراجعة طبيب الأمراض العصبية.
لماذا الطبيب المختص؟
لأنه مع الأسف في بلادنا العربية وفي سوريا خاصة يستسهل الناس فيذهبون إلى استشارة الصيدلاني القريب من بيوتهم، والخطأ هنا قيمة سلبية في مجتمعنا، لا يتحمله المرضى فقط وإنما يتحمله أيضاً الصيدلاني، والأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
والمسؤولية دائماً هي جماعية وكلنا مسؤول من موقعه، وعلينا ألا نتهاون أبداً بالسلبيات مهما بدت صغيرة، فإنما تأتي النار من مستصغر الشرر.
النوع الثاني: المرضى الموسميين
كمرضى الربو، وبعض الأمراض الأخرى التي تأتي كنوبات عارضة مثل مرضى البحر المتوسط ومرضى الصداع النصفي والحوامل والمرضعات وغيرهم.
نفس النصيحة أوجهها لهؤلاء، يجب مراجعة الطبيب المختص قبل رمضان إلا إذا كانت حالته مستقرة ومرضه مربتط بالصيام وأصبح مطلعاً بما فيه الكفاية على مرضه وكيفية التعامل معه أثناء شهر الصيام، فيجب أن يستحضر كل ما يلزمه من أدوية.
النوع الثالث: الأصحاء
هؤلاء لا يشتكون من أي مرض ولكن بسبب الصيام واختلاف مواعيد الطعام والإكثار منها قد يطرأ لهم بعض المشاكل الصحية كالصداع وآلام المعدة والقولون، وكما قال أحد أصدقائي على الفيسبوك: “في رمضان أثناء الصيام تشعر بآلام الفقراء وبعد الصيام تشعر بآلام القولون”.
نصيحتي لهؤلاء أن يستحضروا _طبعاً يمكن لهم استشارة الصيدلاني ولا داعِ لاستشارة الطبيب_ بعض الأدوية الإسعافية مثل مسكن ألم، مضاد حرقة للمعدة (انتي أسيد)، مسكن لتشنجات القولون، وللنساء وخاصة الحديثات العهد بالطبخ لاصق للجروح وكريمات للحروق.
المحور الثاني :حلول وتوصيات
- مثلما ذكرنا سابقاً فإن هدفنا هو ترسيخ قيمة صحة الفرد ليكون لدينا مجتمع سليم معافى.
- كلنا يعلم القول المأثور: “صوموا تصحوا” يجب أن نتبع العادات الصحية في الطعام والشراب حتى لا نحتاج للدواء
- جهز قائمة بالأدوية التي من الممكن أن تحتاجها في رمضان، وللناس العاديين يمكن الاستعانة بالصيدلاني القريب من منزلك، وللمرضى كما أسلفنا لابد من مراجعة طبيبهم المختص.
- مراجعة العلماء المختصين لمعرفة الأدوية المفطرة والفتوى الشرعية لمرضك.
وختاماً أتمنى أن أكون قد وفقت بإيصال أهم التوصيات الدوائية لكل إنسان في رمضان، وأؤكد دائماً: دواؤك اجعله من أولوياتك، فجسدك هو أمانة لديك ولا ننسى: “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
عذراً التعليقات مغلقة