ياسر محمد – حرية برس
لم تتأخر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) وحليفها في سوريا قوات “قسد” في الرد على استفزازات رأس النظام السوري بشار الأسد الذي رفع سقف التحدي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” بثت أمس الخميس، ليأتي الرد الأمريكي حازماً ومحذراً من أي هجوم على “قسد” وحلفاء واشنطن في شرق وشمال شرق سوريا، فيما رد ناطق من “قسد” على تصريحات الأسد مقللاً من إمكانية قيام النظام بأي هجمات تستهدف حلفاء واشنطن.
وحذر البنتاغون الأسد من استخدام القوة ضد المقاتلين العرب والأكراد الذين تدعمهم واشنطن لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال شرق سوريا.
وقال الجنرال “كينيث ماكنزي” من هيئة الأركان، للصحافة: “يجب على أي طرف في سوريا أن يفهم أن مهاجمة القوات المسلحة الأمريكية أو شركائنا في التحالف ستكون سياسة سيئة للغاية”.
من جانبه، ورداً على تصريحات الأسد أيضاً، قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” إن الحل العسكري ليس “هو الحل الذي يمكن أن يوصل لأي نتيجة”.
وقال جابرييل في رسالة صوتية لـ”رويترز”: “أي حل عسكري بما يخص قوات سوريا الديمقراطية سوف يؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري”.
وخلال مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، تم بثها أمس الخميس، قال رأس النظام السوري: “باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية”، مهدداً بمهاجمتها إن لم تعمل على تسليم ما بيدها من مناطق واسعة شرق سوريا إلى النظام، ومطالباً الولايات المتحدة بسحب قواتها ومغادرة سوريا والكف عن دعم قوات “قسد”، وهو ما اعتبره مراقبون تطوراً لافتاً وربما توريطاً للأسد.
التصريحات غير المسبوقة لرأس النظام جاءت بإيحاء روسي وعبر قناة روسية، فيما يبدو تسويقاً لخطاب جديد أو لعبة روسية زجت روسيا بالأسد في أتونها، وتريد مواصلة دعمه في هذه الخطوة للتضييق على واشنطن وحلفائها بغية تحقيق مكاسب سياسية في القضية السورية.
وفي هذا الصدد؛ علق المحلل العسكري والسياسي وعضو في الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعيات، “كونستانتين سيفكوف” في مقابلة مع “RT” على تصريحات البنتاغون بالقول “كل شيء بسيط وشفاف. الولايات المتحدة تريد بأي ثمن أن تحتفظ بموطئ قدم في سوريا. إنها ذات أهمية جغرافية سياسية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. وفي المقابل سوريا لا يمكن أن توافق على تقسيم البلاد. تصرفات سوريا قانونية تماماً، فهي تحرر أراضيها من الاحتلال الأجنبي. واحتلت الولايات المتحدة أراضي ليست لها وهي هناك بشكل غير قانوني. وهي تحاول تبرير هذا الأمر بالحديث عن مكافحة الإرهاب، ولكنها هي من يصنعه”.
وتوضح هذه التعليقات الروسية أن السلطات تدفع الإعلام وأدواته للمضي قدماً في مهاجمة الوجود الأمريكي في سوريا، وكذلك كل القوى الدولية والمحلية غير المرتبطة بها.
يذكر أن الحملة الروسية الأسدية التي تستهدف واشنطن وحلفاءها في سوريا، تأتي بعد تخلي موسكو عن إيران وبيعها لإسرائيل في الجنوب السوري، وتستخدم موسكو دائماً رأس النظام بشار الأسد كناطق باسمها في سوريا لما يمثله من “شرعية” منعت روسيا نزعها عنه عبر 12 فيتو في مجلس الأمن الدولي، إلا أن سرعة تخليها عن حلفائها في سوريا يجب أن يبعث القلق في نفوس الأسد وشبيحته الذين لم ينجوا من إهانتها عندما أرادت أن تظهر كالمخلص للمدنيين في جنوب دمشق، وذلك في سباق السيطرة على الجغرافيا وكذلك الحاضنة الشعبية.
Sorry Comments are closed