أشرف سهلي – دمشق – حرية برس
ارتفع عدد شهداء مخيم اليرموك وجنوب دمشق المدنيين إلى 64 منذ بدء حملة الأسد وروسيا، بعد توثيق استشهاد 26 مدنياً خلال الساعات القليلة الماضية، في وقت تحدثت مصادر مقربة للنظام عن هدنة في المنطقة تنتهي بانسحاب مقاتلي التنظيم إلى البادية السورية.
ونقلت شبكة المخيمات الفلسطينية “شامخ” عن مدنيين داخل المخيم اليوم الأحد، عثورهم على 20 مدنياً معظمهم أطفال ونساء استشهدوا جراء القصف الجوي الذي استهدف قبواً يحتمون بداخله.
هذا ووثقت الشبكة ارتقاء سيدة من عائلة الشيخ وابنها وإصابة كل أفراد عائلتها بجروح خطرة في اليرموك، كما استشهدت سيدة مع ابنتها قرب مكتب الجبهة الديمقراطية (الإقليم) وسط المخيم، ورجل يدعى أبو خالد (بائع حلويات) مع طفله الصغير في شارع العروبة.
محرقة متدرجة
ويوم أمس وردت أنباء لشبكة المخيمات الفلسطينية عن استشهاد 16 مدنياً، بعد قصف قوات الأسد قبوا وأحياء سكنية في مخيم اليرموك وحي التضامن جنوب دمشق.
وكثفت قوات الأسد والطائرات الروسية قصفها الأرضي والجوي على الأحياء الجنوبية أمس، مستهدفة الأقبية والأبنية السكنية، ليؤكد مدنيون داخل المخيم ارتقاء 12 شخصاً غالبيتهم أطفال ونساء داخل قبو تعرض لصواريخ، في مشهد يتكرر منذ بدء الحملة العسكرية لقوات الأسد مدعومة بميليشيات وفصائل فلسطينية ورديفة وغطاء جوي روسي في الـ19 من نيسان/ أبريل الماضي، حيث وثق ناشطون تكثيف استهداف الطائرات والصواريخ الموجهة الأقبية التي يلتجئ إليها الهاربون من القصف، والأحياء التي تشهد أكبر كثافة سكانية في المخيم وجواره.
وعرف من شهداء القبو يوم أمس 7 مدنيين في المخيم هم: كمال النابلسي، عدي النابلسي، بلال النابلسي، بيان النابلسي، شهيدة طفلة رضيعة من عائلة النابلسي لم يعرف اسمها، ضياء العايدي (أبو مصطفى) ووائل محمد السرساوي.
كما استشهدت الحاجة ذهبية أبو راشد (85 عاماً) من أهالي قرية الطيرة قضاء حيفا، جراء قصف في محيط منزلها قرب مسجد فلسطين وسط المخي، كما استشهدت عائلة مكونة من طفلة وسيدتين (الأم والجدة) من أبناء حي التضامن الدمشقي بعد استهداف قبو يحتمون به في المخيم بصواريخ من نوع “رعد” موجهة وشديدة الانفجار، والشهيدات هن: “صبوحة مطر الحمود”، الملقّبة “أم نزار”، البالغة من العمر 60 عاماً، والشهيدة الطفلة “كنانه نزار حمادي السليمان”، البالغة من العمر 14 عاماً، والشهيدة “نزهة السعيد” زوجة عبد السلام حمادي السليمان، كما أصيب بقية أفراد العائلة بجروح، ويرجع أصل العائلة إلى مدينة الموحسن في محافظة دير الزور.
وأول من أمس استشهد الطفل الفلسطيني براء الخلايلي (6 سنوات) الذي نشأ وترعرع داخل الحصار في المخيم، متأثرا بجروح أصيب بها جراء القصف، كما استشهد اللاجئ عامر إبراهيم الغول (أبو يزن) جراء القصف وهو من أهالي الضفة الغربية المحتلة.
ويشار إلى أن 22 مدنياً تم توثيق ارتقائهم قبيل استشهاد الـ42 شخصاً خلال الساعات الـ72 الماضية.
شهداء تحت الركام
وفي سياق متصل، أكد ناشطو جنوب دمشق أن معظم شهداء المخيم والحجر والأسود والتضامن مازالوا موجودين تحت ركام منازلهم المدمرة، بالرغم من توقف القصف يوم أمس، في ظل غياب الفرق الطبية وخروج مشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني عن الخدمة منذ الـ20 من الشهر الفائت بعد تعرضه للقصف الجوي.
كما قال الناشط الإعلامي حماده حميد من أبناء مخيم اليرموك عبر صفحته على فيسبوك إن 50 مدنياً من أبناء المخيم فقد الاتصال بهم بسبب الدمار الكبير وصعوبة التنقل بين المناطق. مبينا أن المخيم بلا مياه للشرب منذ بدء الحملة العسكرية كما تنعدم المواد الغذائية بصورة شبه تامة ويبحث من تبقى من مدنيين عن الطعام تحت ركام بيوتهم التي دمرها القصف.
هدنة مؤقتة
في الأثناء، أكدت صفحة “مخيم اليرموك نيوز” نقلاً عن عدد من أهالي الأحياء المنكوبة أن يوم السبت لم يشهد قصفاً أو اشتباكات.
ويأتي ذلك بعد أخبار نشرتها مصادر مقربة للأسد عن التوصل إلى انفاق لوقف إطلاق النار بين نظام الأسد وتنظيم “داعش” في أحياء الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن ظهر السبت، فيما نفى نظام الأسد عبر وكالة “سانا” توقيع أي اتفاق بهذا الشأن، يوم السبت.
وأضافت المصادر أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 12 ظهر السبت، ويستمر حتى الساعة الـ5 من صباح الأحد، ليبدأ بعد ذلك انسحاب عناصر التنظيم من المنطقة.
ولم تذكر المصادر وجهة وآلية خروج عناصر تنظيم “داعش” من الأحياء التي يسيطر عليها في جنوب دمشق، كما لم تبين ما هو مصير مئات المدنيين المحاصرين والبالغ عددهم بضع مئات وفقاً لمصادر متطابقة في جنوب دمشق.
وفي وقت لاحق تحدثت صفحات إعلامية مقربة للنظام عن تجميع شاحنات على أطراف أحياء جنوب دمشق لنقل مقاتلي “داعش”، فيما نشر عدد من إعلاميي النظام أنباء عن إخراج أول دفعة من مقاتلي التنظيم باتجاه البادية السورية وهو ما نفاه ناشطون من أبناء مخيم اليرموك.
نداء مناشدة
وكان المدنيون المحاصرون تحت القصف في مخيم اليرموك وحيي الحجر الأسود والتضامن جنوب دمشق، ناشدوا الجمعة الأطراف المتحاربة إعلان هدنة إنسانية لفتح ممرات آمنة.
وجاء في نداء استغاثة من المدنيين المتبقين داخل المخيم وأحياء الجنوب الدمشقي: “نحن من تبقى من المدنيين داخل مخيم اليرموك نناشد كافة الأطراف المتحاربة في مخيم اليرموك إعلان هدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لنتمكن من انتشال الضحايا العالقين تحت ركام المنازل وإخراج الجرحى المصابين إلى مستشفيات المنطقة الجنوبية أو إلى مستشفيات العاصمة دمشق”.
عذراً التعليقات مغلقة