عائشة صبري – حرية برس:
أحصى فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري، اليوم الجمعة، حصيلة أعداد المهجّرين ما بين 14 آذار/مارس و18 أيار/مايو، والتي بلغت 118 ألف و862 شخصاً.
وبلغت أعداد المهجرين على الشكل التالي حسب التسلسل الزمني بالتهجير للشمال السوري: (1351 شخص من حي القدم جنوب دمشق، 5204 من مدينة حرستا، 41984 من مدينة عربين، و19189 من مدينة دوما، 6236 من مدينة الضمير ومدن وبلدات القلمون الشرقي، 9250 من بلدات جنوب دمشق (يلدا – ببيلا – بيت سحم)، 35648 من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، اخر قوافل التهجير لشمال سوريا).
وأطلق منسقو الاستجابة، في بيان مساء اليوم، نداء استغاثة إلى كافة المنظّمات والهيئات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، مشيرين إلى أنَّ حملة النزوح الأخيرة، سبقها حملة نزوح من مناطق ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي والتي تجاوز فيها عدد النازحين أكثر من 300 ألف شخص، فيما كانت الاستجابة بشكل عام لحملات التهجير القسري والنزوح ضعيفة جداً مقارنة بحجم الكارثة الحاصلة.
ويقول ’’محمد الشامي‘‘ مدير فريق منسقو الاستجابة بالشمال السوري لحرية برس: ’’إنّ منسقي الاستجابة فريقٌ تطوعي أنشئ منذ تهجير مدينة داريا آب 2016، ويتابع أعضاء الفريق أعداد قوافل المهجّرين وتمركّزها وإحصائها واحتياجات الأهالي المهجرين، ويتكون من خمسة إداريين كلّ منهم يتولى مهمة مثل متابعة المعلومات والإحصاء والأتمتة، وعشرة باحثين على الأرض يزودون الإداريين بالمعلومات.
وأضاف ’’الشامي‘‘ في حديثه ’’أنّ القوافل بعد وصولها إلى النقطة صفر، يكون هناك ثلاث غرف عمليات للتنسيق إحداها رئيسية، تقود كافة استجابة المهجّرين في الشمال السوري، وبالتالي المنظّمات الإنسانية تنتظر الإحصائيات، وبدورنا نقسّم العوائل على المنظّمات الطبيّة والإغاثية والنقل وغيرها‘‘.
وتابع ’’الشامي‘‘ قائلاً: ’’تقدّم المنظّمات متطوّعين وكذلك مديريات الصحّة، وأكثرها التي تعاونت معنا هي بنفسج، كوّن لديها كادر كافي ومؤهل، كما يقدّم الهلال الأحمر السوري الذي يُرافق القوافل وجبات ضيافة للعوائل قبيل نقلهم إلى مراكز الإيواء المؤقتة مثل (ساعد – شام – ميرناز) وهي مكتظّة بالأهالي بالإضافة إلى مراكز إيواء ومساجد في مدن أريحا والدانا والأتارب وغيرها، فضلاً عن امتلاء مخيمات الشمال السوري، حيث لا توجد قدرة استيعابية وخاصّة مع وصول مهجّري ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي‘‘.
ووصف مدير الفريق النزوح في الشهر الأخير بأنّه ’’ضخم جداً‘‘، سبقه نزوح شرق حماة نحو 93 ألف عائلة، مضيفاً ’’كنا متابعين كافة نقاطهم وتوزعهم، ونحن الجهة الوحيدة التي تحصي هذه الأرقام بشكل دقيق كون لدينا آلية خاصة للإحصاء مع العلم ليس لدينا تواصل مع الجهات المفاوضة من المعارضة ونظام الأسد، حيث يبدأ العمل منذ ركوب المهجّرين بالحافلات حيث نوزع مجموعات من الفريق التطوعي كلّ مجموعة تتولى إحصاء معيّن، مثل كيفية صعود الحافلة وعدد المرضى والنساء والأطفال، وحالات الاعتداء من قبل الشبيحة، كي نزّود بها المنظّمات والجهات المعنية‘‘.
وأوضح الشامي أنّ ’’التنسيق لريف حمص كان ضعيفاً مما زاد المعاناة، وسط حالة تخبّط، ومنهم لم نستطع إحصائهم إلا بعد قطع نصف الطريق، كما أنّ حجم المعاناة الإنسانية الحاصلة اليوم كارثية جداً، فالعديد من الأهالي بلا مأوى والحاجة الإنسانية تزداد كل يوم، وأكثر من ستين في المئة من المهجّرين لا يتوفر لديهم ثمن وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك‘‘.
وأشار ’’الشامي‘‘ إلى أنّ الدعم قليل جداً وهناك حاجة ماسّة لكافّة مستلزمات الحياة، موضحاً ’’حالياً نتابع أمور تمركز المهجّرين المتغيرة ريثما يستقرّون فهم منتشرون في كلّ مكان من دركوش إلى حارم إلى مخيمات باب الهوى وغرب حلب‘‘.
وذكر بيان الاستغاثة أنَّ ’’التبريرات لضعف الاستجابة كانت تقوم على عدم وجود إحصائيات دقيقة لـ’’مناطق الاستقرار‘‘، وهذا الكلام غير منطقي حيث أنَّ فريق منسقي الاستجابة في الشمال السوري يقوم بتحديث حركة النزوح الحاصلة بشكل يومي ويتم عرضها على المنظمات لتقديم الاستجابة العاجلة للمهجّرين‘‘.
واستقبل الشمال السوري آلاف العائلات المهجرة مؤخراً، عقب اتفاقيات جرت بين الجانب الروسي وفصائل المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها، تقضي بخروجهم إلى شمالي سوريا، إن لم يرغبوا بإجراء التسوية مع نظام الأسد والبقاء في المناطق.
عذراً التعليقات مغلقة