أحمد الرحال – حرية برس:
أكملت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأثنين، أعمال نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس تنفيذاً لتعهد قطعه الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ كاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال السفير الأمريكي في إسرائيل ’’ديفيد فريدمان‘‘ في مراسم افتتاح السفارة التي حضرها وفد أمريكي من واشنطن وزعماء إسرائيليون ”نفتتح اليوم السفارة الأمريكية في القدس، إسرائيل’’.
ويشارك قادة إسرائيليون ووفد أمريكي يضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر في افتتاح مبنى السفارة الجديد في القدس.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ الذي أثار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقله السفارة إلى القدس من تل أبيب غضب الفلسطينيين ومخاوف دولية ”أملنا الأكبر هو السلام’’.
وأضاف ترامب أن ”الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماماً بتسهيل اتفاق سلام دائم، وستبقى صديقاً عظيما لإسرائيل وشريكاً في قضية الحرية والسلام’’.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ’’بنيامين نتنياهو‘‘ في كلمته خلال حفل افتتاح السفارة الأمريكية أنها ستبقى في الذاكرة الإسرائيلية، حيث قال: ”هذا يوم عظيم، يوم عظيم للقدس، يوم عظيم لدولة إسرائيل، يوم سيحفر في ذاكرتنا الوطنية لأجيال“.
ووجه ’’نتنياهو‘‘ الشكر للرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ لشجاعته على الوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مختتماً حديثه قائلاً ’’إن القدس ستبقى العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل“.
دعوات لضبط النفس
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي ’’جان إيف لو دريان‘‘ السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس بعد مقتل أكثر من 40 فلسطينياً، اليوم الاثنين، واصفاً قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس بأنه استهزاء بالقانون الدولي.
وأضاف ’’لو دريان‘‘ في بيانه ”تدعو فرنسا كل الأطراف إلى التصرف بمسؤولية لتفادي أي تصعيد جديد، كما ندعو مجدداً السلطات الإسرائيلية إلى التحلي بالفطنة وضبط النفس عند استخدام القوة التي يجب أن تكون متناسبة تماما“.
واعترض ’’لو دريان‘‘ على القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس قائلاً: إنه ”انتهاك للقانون الدولي وخصوصاً قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة‘‘.
وأعرب الأمين العام للامم المتحدة ’’انطونيو غوتيريش‘‘، اليوم الاثنين، عن قلقه العميق ازاء الوضع في غزة بعد مقتل عشرات الفلسطينين وجرح المئات برصاص الجيش الاسرائيلي في تظاهرات احتجاجاً على تدشين السفارة الاميركية في القدس.
وفي سياق متصل، قال ’’نبيل أبو ردينة‘‘ المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني ’’محمود عباس‘‘، اليوم الاثنين، ’’إن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس سيخلق مناخاً من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار في المنطقة‘‘، مستبعداً استمرار واشنطن في دور الوسيط بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وندد الأزهر، اليوم الاثنين، بمضي الولايات المتحدة قدماً في إجراءات نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس قائلاً: ’’إن هذه الخطوة تمثل تحدياً لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم في العالم‘‘.
وقال الأزهر وإمامه الأكبر الشيخ ’’أحمد الطيب‘‘ في بيان صدر الاثنين، ’’إن توقيت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعد تأكيداً جديداً على أن البعض يفضل الانحياز لمنطق الغطرسة والقوة على حساب قيم العدالة والحق، ما يجعل عالمنا المعاصر أبعد ما يكون عن الاستقرار والسلام“.
ودعا الأزهر في البيان ”الشعوب والمؤسسات الأهلية إلى اتخاذ جميع الآليات والأساليب الحضارية والسلمية للتعبير عن دعمهم لفلسطين وشعبها، وعن رفضهم لمواقف الدول التي انحازت للكيان الصهيوني على حساب الحق العربي الفلسطيني“.
غضب شعبي واسع
وأثار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومقتل عشرات الفلسطينين وإصابة المئات بجروح، غضباً واسعاً في أوساط مرتادي وسائل التواصل الإجتماعي، معبرين عن رفضهم واستنكارهم لما فعلته الولايات المتحدة بنقل سفارتها.
واستخدم ناشطون وعدد من المسؤولون العرب على مواقع التواصل وسوماً حول القضية الفلسطينية والسفارة الأمريكية منها: #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية و#السفارة_الاميركية و#Gaza و#مسيرة_العودة_الكبرى.
https://twitter.com/MohamdNashwan/status/996033856854687745
كلنا اليوم في نكبة .. إلا الشهداء
#مسيرة_العودة_الكبرى#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية— Assaad Taha أسعد طه (@Assaadtaha) May 14, 2018
https://twitter.com/Houssamghaly/status/996049428367671296
في ذكرى النكبة يقف العالم متفرجا على نكبة جديدة تضاف الى مأساة فلسطين تتمثل بنقل السفارة الاميركية الى القدس. فهل سيبقى الضمير العالمي غافلا عما يحصل ام سنشهد يقظة كرامة عربية تعيد القضية الفلسطينية الى صدارة الاهتمام؟
— Najib Mikati (@Najib_Mikati) May 14, 2018
نؤكد على موقفنا الرافض لاعلان #القدس عاصمة لاسرائيل، نرى في نقل السفارة الاميركية الى القدس، خطوة تضع كل المسارات السلمية في المنطقة امام جدار مسدود. ١٤
— Saad Hariri (@saadhariri) May 14, 2018
وكان قد أثار اعتراف الرئيس الأميركي”ترامب” بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول غضب الفلسطينيين الذين قالوا أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل وسيطاً أمينا في أي عملية سلام مع حكومة الاحتلال إسرائيل، وطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين
وتعتبر حكومة الاحتلال الإسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها ”عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم“ في خطوة لا تحظى بالاعتراف الدولي، وتزامن افتتاح السفارة مع الذكرى السبعين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيل أو ما يطلق عليها الفلسطينيون ذكرى “النكبة” الـ70.
وارتقى 52 شهيداً في المواجهات التي بدأت صباح اليوم الإثنين على الحدود الشرقية لقطاع غزة في مسيرة العودة الكبرى، فيما أصيب أكثر من 2410 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي والقنابل الحارقة والمسيلة للدموع.
وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، نداء “استغاثة”، بهدف دعم المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية، بسبب النقص الكبير الذي تسبب به كثرة الإصابات، جراء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتظاهرين الفلسطينيين شرقي القطاع.
عذراً التعليقات مغلقة