أهالي الرستن بين التهجير ومصير البقاء

فريق التحرير112 مايو 2018آخر تحديث :
أهالي ريف حمص الشمالي يتوجهون إلى الحافلات التي ستقلهم من نقطة التجمع على جسر مدينة الرستن إلى الشمال السوري – الاثنين 7/5/2018 – عدسة: علي عز الدين – حرية برس©

علي عز الدين – ريف حمص – حرية برس:

بدأ تهجير الفصائل العسكرية والمدنيين الرافضين للتسوية مع نظام الأسد، بعد التوّصل لاتفاق مع الجانب الروسي والذي يقضي بخروج المقاتلين مع العائلات إلى الشمال السوري، وكان الأمر قد زاد رعباً لدى الأهالي بالبقاء في المنطقة رفضاً للتهجير، خاصة بعد حملات الاعتقال التعسفي الذي شهدته مدينة دوما من قبل قوات الأسد الغوطة الشرقية، إلا أن أرقام المسجلين للخروج قد بدأت بالتزايد يوماً بعد يوم.

ويقول ’’أبو حسن‘‘ من أهالي مدينة الرستن لحرية برس: ’’كنت من أول الرافضين للخروج ولكن يؤسفنا جميعاً ما سمعناه عن أهلنا في دوما، حيث أن الاتفاقية التي شهدها شمالي حمص ذاتها وقعت في الغوطة، وسنخرج من مدينتنا مرغمين أنا وعائلتي التي ضحينا لها بالكثير وقدمنا بها الكثير وعانينا ما عنيناه من جوع وحصار و قصف، سنتركه اليوم خلقنا، وكل ذلك بعد ضغط الجانب الروسي بالسلاح الثقيل الذي أرعبنا به وقتل به أطفالنا ونساءنا‘‘.

وتابع ’’أبو حسن‘‘ بحديثه، ’’ضامننا الوحيد هو الله عز وجل أولاً، ومن ثم فصائلنا العسكرية بسلاحها ولكنهم لم يقبلوا أن يبقى أحد منهم، وهذا يزيد تخوف من يفكر بعد بالبقاء، وذلك لأننا لا نقبل يوم أن نرى بعد سبعة سنوات من الحرية و الكرامة التي بذل لأجلها المئات من الشهداء و الآلاف من المعتقلين أن تذهب هباءً.

من جانبه يقول الناشط ’’أبو وسام الحمصي‘‘ لحرية برس: ’’لاقت قوافل المهجرين صعوبات عديدة، و أهمها عدم سماح الجيش التركي الدخول للقوافل لمدينة الباب في ريف حلب، مما تسبب بوفاة امرأة وسوء الحالة الصحية والإنسانية للمهجرين، حيث أنه أعاد الجانب التركي القافلة الثانية من المنطقة، بعد رفضها الدخول الى قلعة المضيق، بالإضافة الى معاناة كبيرة من حيث عدم توفر الخيم اللازمة والعناية الصحية للجرحى‘‘.

وأضاف ’’الحمصي‘‘ قائلاً: ’’أطلقت مجالس محلية عديدة في شمالي حمص، عدة نداءات استغاثة موجهة للمعنين بالشأن الإنساني من هيئات مدنية وإنسانية وإغاثية في الشمال السوري، لتفادي أي حالة طارئة إنسانية وصحية، و توفير المساعدات اللازمة للمهجرين من ريف حمص الشمالي، بالتزامن مع حالة الطقس السيئة والبرد القارس والأمطار الغزيرة التي تزيد من معاناتهم.

يُشار إلى أن أهالي شمالي حمص يعانون من ظروف إنسانية قاسية وغلاء فاحش بالأسعار، مع خروج أول دفعة من شمال حمص باتجاه الشمال السوري، هذا وقد يلاقي المهجرين والباقين مصيراً شبه مجهول في ظل هذه الظروف العصيبة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل