أهالي “حمص الشمالي”.. بين التمسك بالأرض أو الخروج نحو المجهول

فريق التحرير7 مايو 2018آخر تحديث :
متظاهرين على جسر مدينة الرستن رافضين للتهجير – يوم الجمعة 4/5/2018 – عدسة: علي عز الدين – حرية برس©

حرية برس:

حالة من التخبط يعيشها مدنيو ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي مع غياب التطمينات من الشمال السوري بوجود تجهيزات لاستقبال الخارجين إليه، بالإضافة إلى لعب الأسد على وتر التطمينات الروسية المقدمة إلى أهالي المنطقة كي يبقوا فيها، وذلك مع استعداد دفعة المهجرين الأولى من الثوار وعائلاتهم للخروج إلى مدينة “جرابلس” شرق حلب.

وأصدرت اللجنة المدنية في مدينة “الرستن” تعميماً اليوم الأحد، إلى الراغبين بالخروج إلى مدينة “جرابلس” ممن سجلوا أسمائهم أو لم يسجلوا، طالبتهم فيه بالتواجد عند جسر الرستن “جسر معمل الإسمنت” عند الساعة التاسعة صباح غد، مشيرةً إلى أن آخر موعد لتسجيل الأسماء هو بعد غد الثلاثاء.

بينما أفاد المجلس المحلي في مدينة تلبيسة، في بيان له يوم الأحد، بأنه تم تأجيل خروج الدفعة الخارجة من تلبيسة باتجاه جرابلس إلى يوم الأربعاء المقبل، وتحديد يوم الثلاثاء للدفعة الخارجة باتجاه إدلب.

وبدوره قال مراسل “حرية برس” في منطقة الحولة “بسام الرحال”: إن قرابة “ستة آلاف شخص من منطقة الحولة بينهم ثلاثة آلاف من مدينة تلدو” سجّلوا أسمائهم للخروج ومن المتوقع ارتفاع العدد إلى عشرة آلاف شخص، كما أن آلية خروج مهجري ريف حماة الجنوبي هي ذات آلية الحولة، فيما سجل مركز مدينة “تلبيسة” حالياً نحو ٢٣٠٠ شخص بما يقارب ٦٥٠ عائلة، من مهجري مدينة حمص وأريافها، بينما أهالي تلبيسة ومقاتليها اختاروا البقاء والتمسك بأرضهم ولم يسجل منهم سوى ٦٥ شخصاً، مشيراً إلى استكمال تسليم كتائب الثوار أسلحتها الثقيلة اليوم والتي بلغ عددها تسع آليات ما بين دبابة وعربة BMP.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الخارجين هم من مهجري أحياء حمص المدينة، وفي هذا الصدد قال المسؤول الإعلامي لرابطة النازحين “سليمان أبو ياسين” وهو من مهجري حمص القديمة لحرية برس: “في هجرتي الثانية لا يوجد ما يؤلم الروح، فهي ليست بداخلي قد نسيتها هناك في السجدة الأخيرة أمام مسجد خالد بن الوليد في شهر أيار عام 2014، وتركتها تطوف بين مآذنه وتنتظر عودة الجسد، مع أطهر طائفة (طائفة الحصار) سنهاجر ريثما تلتئم الجراح النازفة و يقوى الصف ويستقل القرار وسنعود”.

أما الناشط الإعلامي “محمد رحال” من مهجري حمص فتحدث لـ”حرية برس” عن الضعف في التواصل بين لجنة التفاوض والأهالي لتوضيح حقيقة ما يحدث، كما أنه لا يوجد تنسيق بين المجالس المحلية بما يخص تسجيل الأسماء ولا يدري أحد متى سيخرج، أيضاً لا يوجد خبز ولا بنزين ولا خضار منذ عدّة أيام، فالأوضاع مأساوية جداً، مما سبب بتردّد عدد كبير من الأهالي في التسجيل للخروج، والأهالي في حالة تخبط شديد، كما أشار إلى تأخر لجنة التفاوض عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بإصدار بيان، بما يخص إخراج الحاجيات ومستلزمات المهجرين، حيث أصدرت البيان في وقت متأخر، وأوضحت خلاله بنود الاتفاق، وما تم الاتفاق عليه في اجتماعها أمس السبت، مع الجانب الروسي، بينما ” ولم يتطرق أحد إلى ملف المعتقلين. ورأى سياسيون أنّ اتفاق حمص عبارة عن “تسليم”.

من جهته قال الصحفي “عامر الناصر” من مهجري حمص لحرية برس: “ما بين مرارة التهجير القسري وروح الثورة المنبعث من جذورنا ننطلق بهجرة وتضحية جديدة للحفاظ على مبادئ ثورتنا حاملين لوائها شامخين، فليس من هُجر قسراً من أرضه سيستكين عبثاً بل سيعمل بكل جهده وطاقته ليستعيد أرضه المغتصبة من مليشيات الأسد وروسيا؛ أما من أراد التسوية والمصالحة مع نظام الأسد فنحن على علم مسبق، متوقعين خطواته هذه فالبسطار العسكري لن يرحم عزيزاً”.

يُذكر أنّ إعلان الاتفاق النهائي على تهجير ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، جاء مساء الأربعاء الفائت، بعد اجتماعين موسّعين بين اللجنة الممثلة عن المنطقة والجانب الروسي، ونصت أهم بنوده على “تسليم السلاح الثقيل خلال ثلاثة أيام، خروج من لا يرغب بالتسوية إلى الشمال السوري، بينما من يرغب بالتسويّة فيتم تسليم سلاحه حينها، والتسوية مدّتها ستة أشهر لجميع المنشقّين والمدنيين، مع عدم دخول قوات الأمن وقوات الأسد طيلة فترة وجود الشرطة العسكرية الروسية.

إعداد: بسام الرحال، عائشة صبري.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل