ترجمة زينب سمارة – حرية برس:
في سابقة هي الأولى من نوعها، اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بمقتل مدني سوري خلال الهجمات التي شنها سلاحها الجوي في سوريا، متحملة بذلك المسؤولية وللمرة الأولى، عن مقتل مدني أعزل منذ بداية مساهمتها في الهجمات الجوية على سوريا، والتي بدأت قبل أربع سنوات.
ووفقاً لوزارة الدفاع البريطانية، فإن طائرة بدون طيار تتبع لسلاح الجو البريطاني، قامت باستهداف ثلاثة أفراد يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش بتاريخ السادس والعشرين من آذار الماضي، وقد تزامن إطلاق الصواريخ مع دخول مدني أعزل بدراجته الهوائية محيط الهدف، ليلقى حتفه.
وفي بيان مكتوب وصل إلى البرلمان البريطاني، وصف وزير الدفاع البريطاني، “غافين ويليامسون” الفاجعة “مؤسفة للغاية”. وجاء القرار بتحمل المسؤولية بعد الحصول على صور جوية وأدلة أخرى تثبت مقتل المدني، فلطالما واجهت ادعاءات الجيش البريطاني بعدم قتل أي مدني خلال 1600 حملة جوية شنتها في العراق وسوريا، تشكيكات عديدة، قادت إلى الإعتراف أخيراً بمقتل مدني في سوريا.
وقال “ويليامسون” في بيانه إن الحكومة تفعل ما بوسعها لتقليل الخطر على حياة المدنيين خلال شن هجمات بريطانية على مناطق في الشرق الأوسط، يأتي ذلك بالحرص على زيادة دقة الاستهداف، واحترافية عناصر الجيش البريطاني.
وأضاف “ويليامسون”: “إنه لمن المؤسف ما أدت إليه الضربة الجوية البريطانية بتاريخ 26 آذار 2018 التي استهدفت عناصر من تنظيم “داعش” شرقي سوريا، إذ راح ضحيتها وعن غير سابق نية مدني أعزل، تزامن دخوله بدراجته إلى مربع الاستهداف مع إطلاق صواريخ السلاح الجوي البريطاني”.
وأكد “ويليامسون”: أن التوصل إلى هذه النتيجة تم بعد إجراء الجيش متابعة روتينية مفصلة للهجمة، ولكافة الدلائل المتوفرة، بينما سيقوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء تحقيق خاص في الحادث، مع كامل الاستعداد بتعويض عائلة الضحية.
وأشار “ويليامسون”: أن “هذه الأحداث تذكرنا بعواقب الصراع، والفاتورة الباهظة التي دفعها الشعب السوري، وتذكرنا بأنه عندما نقوم بعمل عسكري، يجب علينا القيام بذلك ونحن مدركون بأن هذا العمل لا يمكن أن يكون من دون مخاطر تماماً”.
وبدأت الشكوك تحوم حول تقارير الجيش البريطاني، بعد ما قاله وزير الدفاع البريطاني الأسبق في مقابلة له على قناة “بي بي سي” إذ قال إنه لم يتم تسجيل أي حالة واحدة لمقتل مدني خلال الهجمات التي شنها السلاح الجوي البريطاني.
بينما تشير تقارير مستقلة إلى أن نسبة الضحايا المدنيين الذين راحوا ضحية للتحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، تتراوح بين 6% و8%.
وفي تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يوم الإثنين، وأشار التحقيق أن مدنيين آخرين ربما قُتلوا نتيجة غارات جوية للقوات الجوية البريطانية، كما كشفت “بي بي سي” النقاب عن أدلة على أن بعض قنابل سلاح الجو الملكي قد تعطلت وضلّت هدفها، مما قد يؤدي إلى مقتل مدنيين.
وفي تصريح لاحق لها، صرحت وزارة الدفاع بأنه ليس من الممكن الجزم بعدم استهداف أي مدني، لكن حتى الحادثة الأخيرة، لم يتقدم أحد بأي شكوى أو دليل ضدنا، وأوضحت وزارة الدفاع أنها تستخدم أسلحة ذات قدرة استهداف غالية الدقة، إضافة إلى قيام سلاحها الجوي بتفقد منطقة الاستهداف عدة مرات قبل التنفيذ، حرصاً على خلو المنطقة من أي مدنيين.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الضربات الجوية التي أجراها التحالف المكون من 75 دولة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
يظل السؤال حول شرعية استخدام الطائرات بدون طيار أمراً مثيرا للجدل، ليمتد السؤال ويشمل القصف بطيارات يقودها طيار، حيث تقل معايير الدقة أيضا، ويقول “كريس كول” وهو مدير شركة بريطانية تتحكم بالطائرات بدون طيار، أن عدد الهجمات التي تشنها بريطانيا على سوريا في ازدياد منذ الربع الأول من هذا العام، ليصل عددها إلى 92 حتى الآن.
Sorry Comments are closed