أحمد طعمة.. أزمة مواقف وتصريحات.. وصمت مريب للمعارضة

فريق التحرير30 أبريل 2018آخر تحديث :
أزمة ظهور – ريشة وهيب الحسيني – حرية برس©

مالك الخولي – حرية برس:

تتوالى سقطات وجوه المعارضة السورية كاشفة حداً غير مسبوق من الفشل والارتهان، وسط تعالي النداءات لتشكيل جسم سياسي ثوري يحافظ على ما تبقى من مكتسبات الثورة ويليق بتضحيات أبنائها.

وفي أحدث تصريحات رئيس الحكومة المؤقتة السابق، أحمد طعمة، قال إنه لا يمكن للدول الفاعلة في الأمم المتحدة الاستمرار في تجاهل مسار أستانة.

واعتبر طعمة الذي ترأس آخر وفد للمعارضة إلى أستانة أن المسار الأخير هو النهج الأكثر وضوحاً لحل “الأزمة السورية”، وأن مسار جنيف يمكن أن يخرج بنتائج إيجابية مكملة لما ينتج عن مباحثات أستانة.

إلا أن تصريحات طعمة ليست الكارثة الوحيدة، بل إن المريب هو صمت مؤسسات المعارضة الحالية عنها، ومباركتها الضمنية للدور والمسار الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا، ونجحت من خلاله بتحييد الكثير من المناطق السورية والاستفراد بأخواتها، ما مكن الحلف الأسدي الروسي الإيراني من احتلال مساحات واسعة.

رهان فاشل

ترى السيدة حنان البلخي، سفيرة الائتلاف الوطني في النرويج، أنه من المحزن والمؤسف أن تصدر مثل هذه التصريحات من شخص محسوب على المعارضة، وتتساءل: كيف يراهن السيد طعمة على مسار يرعاه الإيرانيون والروس الذين لم يوفروا وسيلة لقتل وتشريد السوريين إلا واستخدموها. ثم ماذا نتج عن مسار أستانة؟ اتفاقية الاستسلام أو ما يسمى اتفاقية “خفض التصعيد” التي سهلت للنظام وأعوانه من روس وإيرانيين السيطرة على المناطق، المنطقة تلو الأخرى؟ لقد سبق وترأس الدكتور طعمة وفد المعارضة للآستانة ورأى ما حلّ بالسوريين بسبب ما تم الاتفاق عليه في هذا المسار المشبوه.

وتستغرب البلخي قائلة إنه مع كل هذه الخسارات ما زال أحدهم يصر على دعم مسارات يرعاها القتلة أعداء السوريين مع علمه أنها لا تحقق إلا مصالحهم.

واعتبرت البلخي أنه من الواضح أن الدكتور طعمة ينحرف يوماً بعد يوم عن مسار الثورة السورية وأهدافها، بالأقوال والأفعال الآن في إصراره على المتابعة في أستانة وقبلها بمشاركة مهينة في مؤتمر سوتشي الذي كان هدفه تعويم النظام وإعادة تأهيله. ومن الواضح أن تحقيق أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري لم يعد أو لم يكن أولوية للسيد طعمة وإنما طموحه الشخصي هو من له الأولوية ولو على حساب أحلام السوريين ودماء أبنائهم التي سقت كل شبر من تراب سوريا.

أوهام سياسية

ويرى الكثير من الناشطين أن سلسلة المواقف التي برزت عن السيد طعمة خلال المرحلة التي ترأس فيها وفد المعارضة في أستانة ورحلته الهزيلة إلى سوتشي، التي أثارت سخرية السوريين واستغرابهم في الوقت ذاته، تظهر الدكتور طعمة لاهثاً وراء أي حضور بعد خسارة حكومته المؤقتة، التي لم ير السوريون منها سوى روائح الفساد والمحسوبيات والفشل الإداري والتنفيذي.

وتعليقاً على تصريحات طعمة الأخيرة، يرى السيد رديف مصطفى، الناشط الحقوقي السياسي ونائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، أن تلك التصريحات “معتوهة سياسياً” وتعبر عن تنازلات مجانية مبنية على أوهام شخصية بأن هناك اتفاق دولي ضمني على إلغاء مسار جنيف واستبداله بأستانة وسوتشي.

ويشدد مصطفى على أن صمت المعارضة غير مبرر تجاه هكذا تصريحات كارثية، بحسب تعبيره.

وفي ظل الفشل الذريع لمؤسسات المعارضة بتحمل مسؤولياتها تجاه التحديات التي تواجه الثورة السورية، وانكشاف مواقف متخاذلة ومرتهنة لدول داعمة من قبل عدد من مسؤولي المعارضة، يبدو أن الثورة السورية مطالبة بشكل جدي وحاسم بالدخول في مرحلة جديدة لا بد فيها للثوار السوريين الأحرار من مواجهة مسار التنازلات المخزية، لتخلع الثورة عنها أغلب وجوه المعارضة التقليدية، وترمي بمن سقط منهم نحو الأحضان التي ارتموا إليها، فلا بد من تصحيح المسار وقلب طاولة المفاوضات، ووقف الرهانات الفاشلة تحت شعار “الواقعية السياسية”، الذي بات حجة للخنوع وبيع الدماء وتمرير مصالح الدول على حساب مصالح الثورة وتضحيات أبنائها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل