أوردت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية 6 أسباب تجعل من روسيا مستمرة في دفاعها وتمسكها بنظام الأسد وحمايته سياسياً وعسكرياً رغم سمعته السيئة عالمياً بعد جرائمه المروعة في سوريا.
وأشارت “لوجورنال دو ديمانش” في تقرير لها أمس الاثنين إلى أن تدخل روسيا في سوريا جاء لإنقاذ نظام الأسد وليس لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” كما تدعي روسيا.
أما بخصوص الأسباب الستة التي تدفع موسكو للدفاع عن الأسد ونظامه فهي كما أوردتها “لوجورنال دو ديمانش”:
أولاً: ان روسيا ترى نفسها مسؤولة عن حماية مسيحيي الشرق، وتسعى لتقديم نفسها على هذه الصورة، ويعتقد الكرملين والبطريركية الأرثوذكسية في موسكو أنهم يجب أن يكونوا مسؤولين عن حماية المسيحيين في العالم العربي، وهم لا يتجاوزون 7 إلى 9 في المائة من السكان.
ثانياً: ترى الصحيفة أن المصالح الروسية الاقتصادية في سوريا مهمة لكنها ليست هي الحاسمة، وتضيف الصحيفة: “صحيح أن ميناء طرطوس يوفر قاعدة بحرية هي الوحيدة لروسيا على البحر الأبيض المتوسط وبوابتها على “البحار الدافئة”، كما تمثل قاعدة اللاذقية الجوية ثاني أكبر أسطول عسكري لروسيا في المنطقة إلا أنها ترغب أيضاً في إحباط محاولات قطر لبناء خط أنابيب يمر عبر سوريا يمكن أن ينافس خط الغاز الروسي إلى أوروبا”.
ثالثاً: ترى “لوجورنال دو ديمانش” أن موسكو ترى في ثورات الربيع العربي تهديداً جدياً لأمنها واستقرارها ولذلك هي تسعى لوقف انتقال عدم الاستقرار الحاصل في سوريا إلى بلدان على حدود روسيا، وتنقل الصحيفة عن إيزابيل فاكون الباحثة المشاركة في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أن الكرملين يستشعر خطر وصول موجة عدم الاستقرار إلى الأراضي الروسية التي يوجد فيها بالفعل جماعات جهادية وجماعات سوفييتية سابقة.
رابعاً: تلفت الصحيفة إلى أن روسيا تريد عبر التدخل في سوريا تأكيد نفسها كقوة عالمية، في رد مباشر على وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العام 2014 لروسيا على أنها “قوة إقليمية”، وبالتالي يسعى بوتين لاستعادة مكانة روسيا كقوة أساسية في النظام الدولي والعمل على الحد من القدرة المطلقة للولايات المتحدة كقطب وحيد، إضافة إلى محاولة موسكو دفع الدول الغربية للحوار معها، وهو ما لم يتم فعلياً إذ أن العقوبات الاوربية على روسيا لم ترفع، وقادة الغرب لم ينسوا الملف الأوكراني.
خامساً: تؤكد الصحيفة أن روسيا تخشى تغيير الأنظمة التي تدور في فلكها، ولا تريد أن تفقد نفوذها في المنطقة تلو المنطقة لصالح الغرب، كما فعل في جورجيا وأوكرانيا وقرغيزستان وروسيا البيضاء ولبنان والعراق وليبيا.
سادساً: ترى “لوجورنال دو ديمانش” أن السبب السادس لتمسُّك موسكو بنظام الأسد يتمثل في مقاومتها تكريس الفكرة الغربية القائمة على “التدخل من أجل حماية المدنيين”، ويعمل الروس على التشكيك في حدود “المسؤولية عن الحماية” التي كانت ذريعة التدخل الغربي في ليبيا وانتهى الأمر بالاطاحة بنظام القذافي.
والجدير بالذكر أن روسيا دعمت نظام الأسد سياسياً وعسكرياً منذ انطلاق الثورة في منتصف آذار من العام 2011، وتدخلت عسكرياً في نهاية أيلول سبتمبر من العام 2015 لحماية نظام الأسد من سقوط كان يبدو وشيكاً بعد تحرير الثوار والفصائل الإسلامية أجزاء واسعة من الأراضي السورية، ما أدى لتغير كبير في ميزان القوى بين الثوار والنظام أدى إلى استعادة قوات الأسد مدعومة بالمليشيات الطائفية المدعومة من إيران السيطرة على مدينة حلب والغوطة الشرقية والغربية في محافظة ريف دمشق، ومناطق في محافظتي إدلب وحماة.
عذراً التعليقات مغلقة