عيادات ’’الطب الشعبي‘‘ ملاذ السوريين في ظل الحرب

علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:

كثيًرا ما تجسدت شخصية ’’العطّار‘‘ في المسلسلات الدمشقية القديمة، والذي غالبًا ما يأخذ صِفة الطبيب كونَ جميع أهالي الحي يلجؤون إليه لتلقيهم العلاج بالدواء المُستخرج من الأعشاب، والذي يُطلق عليه منذُ مئات السنين ’’الطب الشعبي‘‘.

’’أبو علاء‘‘ بات يجسد شخصية العطار في زمننا الحالي بعيدًا عن المسلسلات الدمشقية القديمة، وهو من قاطني مخيمات أطمه بالقرب من الحدود السورية التركية، حيث افتتح أول عيادة لهُ لطب الأعشاب لتقديم خدماته للأهالي، وما أن تدخل باب عيادته الصغيرة والا ورائحة العفران واليانسون والكمون تفوح منها كأبواب دمشق القديمة.

وعن سبب عودة هذه المهنة في يومنا هذا بعد غياب دام لمئات من السنين، يقول ’’أبو علاء‘‘ لحرية برس: إن سبب ظهورها يعود لعدّة أسباب، أهمها الأدوية المستوردة من الخارج والتي تُعتبر ذات فعالية ضعيفة على الجسم، والسبب الاخر هو ضعف الرقابة على الأدوية، مُشيرًا إلى أن الدواء الكيميائي باهظ الثمن ويعجز المواطنين عن شرائه.

ويوّضح ’’أبو علاء‘‘ أن جميع الأدوية المتواجدة في هذه العيادة هي مكونة من أعشاب طبيعية، وهي الأساس في صناعة كافة الأدوية لمعظم آلام الجسد عند الجنسين.

ويتابع ’’أبو علاء‘‘ حول اكتسابه لتلك المهنة، كان لدي القليل من الخبرة وتم تحسينها من خلال متابعتي لقراءة الكتب القديمة، ووسائل التواصل التي سهّلت لي التطور المهني في صناعة الدواء من الأعشاب، حيث أقوم بجمع الأعشاب وتركيبها في مخبري الخاص بحسب حدود خبرتي، والتي من خلالها أصبح هُنالك تطور كبير في مجال استخراج الدواء من الأعشاب.

ويؤكد ’’أبو علاء‘‘ أن الصناعات الكيميائية لا تدخل في الدواء الذي يقوم بصناعته، وجميع المكونات هي من الأعشاب الطبية التي أثبتت فعاليتها على مر العصور والأزمنة.

ويُشير في حديثه لوجود العديد من الصعوبات التي تواجهه، أهمها تأمين الأعشاب الطبيعية، فهنالك أعشاب أضطر ’’أبو علاء‘‘ لاستيرادها من الخارج، وأعشاب تتطلب السير في الجبال والوديان لسويعات طويلة كي يحصل عليها.

ويختتم نهاية حديثه قائلاً: إن مهنة ’’الطب الشعبي‘‘ تُعتبر الطب البديل اليوم، ولا يمكننا أن نستغني عن الأدوية المحضرة في الوقت ذاته، خصوصًا للأمراض الخطيرة الذي يُعاني منها الانسان، كما أن طب الأعشاب يُعتبر ركيزة ويعتمد عليها بعد الطب.

تُعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الفصال العسكرية المعارضة في الشمال السوري من ضعف الرقابة على الأدوية المستوردة والصيدليات، لا سيما الغير قانونية منها، حيثُ تسبب القائمون عليها بوفاة العديد من الأشخاص على خلفية إعطائهم أدوية مركبة كيميائية خارج الطلب، لذا يتطلب الأمر حزمًا من قبل القائمين على إدارة مديريات الصحة والرقابة أن تلتفت لهذه الأمور كونها تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الملايين من الأهالي.