غزة – حرية برس:
سلمت السلطة الفلسطينية رواتب ومستحقات الموظفين لديها في الضفة الغربية عن الشهر الحالي، في حين امتنعت عن دفعها في قطاع غزة المحاصر والذي يعيش أصعب الظروف.
وتقول وزارة المالية في السلطة الفلسطينية أن تأخر الدفع في غزة يعود لمسائل فنية وبعض الإجراءات، فيما يرى موظفي غزة أن هذه ماهي إلا حجج واهية، والدليل على ذلك استلام موظفي الضفة الغربية مستحقات شهر آذار، الأمر الذي أسفر عن غضب شعبي في غزة المحاصرة التي تعيش أسوأ الظروف الإقتصادية والإنسانية.
وقال شهود إن عمالا غاضبين قاموا يوم الخميس بتعطيل العمل في بنكين في غزة وسدوا مدخل بنك ثالث. وعبًروا عن شكوك بشأن مصير وظائفهم وسط صراع على السلطة طال أمده بين فتح وحماس بحسب وكالة رويترز.
وتهدد مشكلة الرواتب اتفاق المصالحة المتعثر بين حركة فتح في الضفة الغربية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، وكانت السلطة الفلسطينية خفضت رواتب الوظفين لديها داخل قطاع غزة في محاولة للضغط على حكومة حماس.
وكانت حركتا التحرير الوطني فتح والمقاومة الإسلامية حماس قد توصلتا منذ عام 2007 إلى مجموعة من الاتفاقيات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الداخلي، لكن هذه الاتفاقيات التي تمت برعاية دول عربية لم تلق طريقها إلى التطبيق بفعل عراقيل مختلفة، وكان أخرها توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في 12 تشرين الأول الماضي، والذي نص على عودة السلطة الفلسطينية لتولي زمام الأمور في قطاع غزة بعد غيابها لأكثر من عشر سنوات وحل بعض القضايا الأخرى مثل قضية الموظفين والمعابر والوزارات وصولاً لإجراء انتخابات شاملة في الأراضي الفلسطينية.
ومر الاتفاق بكثير من التجاذبات الإعلامية بين طرفي الانقسام فتح وحماس، كان آخرها تشكيك نائب رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، “موسى أبو مرزوق” في مقابلة له مع إحدى الصحف العربية “الرسالة”، في إمكانية نجاح اتفاق المصالحة هذا العام، مرجعاً ذلك لسياسية حركة فتح والرئيس محمود عباس ورفضهم رفع العقوبات عن غزة، ليعلق اتفاق المالصحة الذي بدا طريقه مليئاً بالعثرات.
ويعيش في قطاع غزة المحاصر أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية سيئة للغاية، وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في العام الذي يليه، كما تسبب تعطيل تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في تفاقم وتردي الأوضاع المعيشية.
عذراً التعليقات مغلقة