مالك الخولي – حرية برس:
تسبب هجوم نظام الأسد بأسلحة كيماوية على مدينة دوما بردود أفعال قوية لدى الدول الغربية، قد تترجم إلى ضربة عسكرية في الساعات المقبلة.
التهديدات بالضربة بدأها الرئيس الأميركي ترامب، وانضمت إليه لاحقاً بريطانيا وفرنسا، وتشير التوقعات إلى أن ترامب يريد تسديد ضربة قوية لنظام بشار الأسد، على خلاف ضربة مطار الشعيرات التي شنتها البوارج الأميركية في المتوسط عقب مجزرة خان شيخون.
وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، استعدادها للمشاركة في عمل عسكري مشترك دون الرجوع للبرلمان، في حين قالت صحف فرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون يدرس عدة خيارات من ضمنها العمل العسكري.
التحركات السياسية رافقتها مؤشرات ميدانية قوية تدل على اقتراب الضربة، حيث حركت البحرية الأميركية عدة قطع نحو المتوسط، ومن المتوقع أن تنضم إليها وحدات بريطانية.
في غضون ذلك، بدأ نظام الأسد بنقل طائراته إلى مطار حميميم، القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية، بغرض حمايتها، في وقت أظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية سحب روسيا لسفنها العسكرية المتمركزة في ميناء طرطوس.
إذن؛ الضربة قادمة خلال ساعات، لكن الخلاف يتمحور حول مدى الضربة وتأثيرها، هل ستكون ردة فعل تأديبية سرعان ما يزول أثرها كما ضربة الشعيرات، أم أنها ستكون حاسمة على قدر ما يأمله السوريون.
ضربة محدودة.. ومركزة
وفي هذا السياق يعتقد الدكتور رضوان زيادة المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، أن الضربة الأميركية ستكون ضربة محدودة على عدد من المطارات وعلى ما يعتقد أنها مخازن الأسلحة الكيماوية، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أنها قد تتوسع في حال كان هناك مشاركة أوروبية وعربية.
ويشدد زيادة على أن الأهم هو أن تكون الضربة ضمن جزء من استراتيجية أوسع، تأخذ بعين الاعتبار إيجاد حل للأزمة السورية وإنهاء معاناة المدنيين.
لكن الضربة تأتي في وقت تعيش المعارضة بشقيها السياسي والعسكري أسوأ حالاتها، لا سيما بعد اكتمال خروجها من الغوطة الشرقية، أمس الأربعاء.
وهنا يرى الدكتور زيادة أنه لم يعد هناك معارضة بالمعنى المنظم سياسياً وعسكرياً، وبالتالي فإن قدرتها على الاستفادة محدودة جداً.
ويشير في الوقت ذاته إلى أن المهم أن الضربة يمكن أن تغير موازين القوى على الأرض لصالح الولايات المتحدة، وبالتالي تصبح فرص الانتقال السياسي أكبر بكثير.
تبدو الساعات القادمة مصيرية بالنسبة للسوريين، وإلى حين البدء بالضربة، تبقى التكهنات قائمة حول مدى جدية الغرب في معاقبة الأسد وما إذا كان العالم سيبقى متخذاً وضعية المتفرج إزاء المذبحة السورية.
Sorry Comments are closed