يتوقع الدكتور والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن “دانيال سيروير” أن الرد الأمريكي على هجوم نظام الأسد الكيماوي على مدينة دوما يتراوح ما بين ضربة عسكرية قوية للغاية قد تغير من موازين القوى أو ضربة محدودة على غرار ما حدث العام الماضي.
وجاء ذلك خلال حوار أجرته معه وكالة “دويتشه فيله” الألمانية، حيث أوضح خلاله أن الضربة العسكرية الأمريكية إما ستكون كبيرة جداً أو محدودة، فقد تستهدف تدمير القوة العسكرية لنظام الأسد بشكل كامل كالطائرات والمطارات ومراكز التحكم والاتصالات ومصانع إنتاج السلاح الكيميائي، بما يضمن عدم استخدام هذا السلاح أو أي سلاح آخر ضد المدنيين.
كما يمكن استهداف القصور الرئاسية التي يتنقل بينها بشار الأسد، أما الأهداف الصغيرة فقد تكون على غرار استهداف قاعدة عسكرية أو اثنتين كما حدث في الضربة التي نفذت في العام الماضي، ومثل هذه الضربات لا يكون لها تأثير كبير على الأرض.
وأضاف أن من الأهداف التي يمكن أن تكون هدفاً لضربة عسكرية قواعد حزب الله والقواعد الإيرانية في الداخل السوري وكذا قواعد وتجمعات الميليشيات الشيعية كما قد يتم استهداف الدفاعات الجوية الروسية
ورأى أن “ما تحققه هذه الضربة يختلف بحسب قوتها وطبيعة الأهداف، فقد ينتج مثلاً عن مثل هذه الضربات العسكرية للقصور الرئاسية مقتل بشار الأسد، وهو هنا سيكون هدفاً عسكرياً مشروعاً باعتباره القائد الأعلى” للقوات المسلحة، لكنه لا يعتقد أن “للولايات المتحدة القدرة على مواجهة ما سينتج عن مثل هذا العمل، خصوصاً وأنه ليس لدى أمريكا حلفاء يتوقع منهم أن يتولوا مقاليد الأمور فيما بعد في سوريا، ويمكن تفادي كل ذلك بتحذير بشار الأسد مسبقا بأن هناك مقر محدد سيتم استهدافه قبل أن يبدأ القصف.
وأشار إلى أنه في حال حدثت هذه الضربات “فإن توازن القوى على الأرض في سوريا سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف على الأرض السورية ولكن كل ذلك يتوقف على قوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع” .
وأكد سيروير أنه “لا يوجد أدنى شك في أن الروس سينتقمون في حالة تعرض جنودهم للقتل وبالتالي فاحتمالات التصعيد قائمة، وبالطبع لا يمكن التكهن بطبيعة الرد الروسي بالتحديد لكنه سيحدث في كل الأحوال، وهنا يجب أن تكون القيادة الأمريكية السياسية والعسكرية قد وضعت كافة الاحتمالات على الطاولة قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية”. موضحاً “في الحقيقة فنحن في لحظة خطيرة للغاية خصوصاً وأن الرئيس الأمريكي مشتت بسبب أمور أخرى ومع وجود مستشار للأمن القومي مثل جون بولتون مولع بالقتال، مع وجود ضغوط من الكونجرس تدفع في اتجاه تحرك أمريكي رداً على استخدام السلاح الكيميائي تجاه مدنيين.”
وأضاف “لا يمكن التنبؤ بشكل كامل حول طبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن في كل الأحوال فإن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية دون وجود استراتيجيات سياسية إنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً، فقد نجحت أمريكا في إنهاء الحرب في كوسوفو لوجود استراتيجية سياسية جنباً إلى جنب مع الاستراتيجية العسكرية، فالقوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تنهي أي حرب”.
Sorry Comments are closed