فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
ارتفع عدد الشهداء من الفلسطينيين إلى 15 شهيداً، وأصيب أكثر من 1400 آخرين برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في أكبر موجة احتجاجات تشهدها الأرباضي المحتلة.
وبدأت اليوم الجمعة فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي تشكل حدثاً فارقاً في التاريخ الفلسطيني المعاصر، ومن المقرر أن تتواصل لحين اجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة وتحقيق العودة؛ بمشاركة أطياف الشعب الفلسطيني ومن أماكن لجوئهم كافة، وذلك بعد مرور نحو 70 عامًا على نكبة فلسطين وتهجيرهم من أرضهم.
وتوجه في وقت مبكر من صباح اليوم مئات الفلسطينيين في قطاع غزة لمخيمات العودة المنصوبة في خمس مناطق تبعد 700 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، عقب انتهاء الاستعدادات لاستقبال الآلاف هناك، لإقامة صلاة الجمعة هناك ومجموعة من الفعاليات.
وتوزعت المسيرات كالتالي: في رفح بمنطقة “قوز أبو خصلة”، وفي خانيونس شرق بلدة خزاعة، فيما تم نصب مخيم المحافظة الوسطى شرق مخيم البريج، أما في غزة بمنطقة الكسارات نهاية شارع المنصورة شرق حي الشجاعية، وأخيرًا مخيم الشمال في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا.
وتم تجهيز تلك المخيمات بغرفة وطنية للخدمات الطبية، بمشاركة وزارة الصحة والهلال الأحمر، مع توفير مياه، وأمور لوجستية، وسيمكث بعض المواطنين ليلًا ونهارًا داخل الخيام، وستكون هناك سلسلة فعاليات يومية، وفق المنظمين.
يذكر أن فصائل العمل الوطني والإسلامي ومكونات شعبنا دعت أبناء شعبنا للمشاركة الفاعلة في فعاليات المسيرة مع الالتزام تحت الإطار الوطني الجامع، ورفع الأعلام الفلسطينية فقط.
فقد دعت الهيئة العليا لمسرات العودة جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان للمشاركة الواسعة في “مسيرة العودة”، والالتزام الدقيق بسلميتها والابتعاد عن أي مظهر من المظاهر التي يمكن أن تحرفها عن هدفها، فيما قالت فتح إنها “تواصل استعداداتها لإنجاح المسيرة.
كما دعا العلماء في قطاع غزة جماهير شعبنا في الوطن والشتات، رجالًا ونساءً شيوخًا وأطفالًا، إلى المشاركة الفاعلة بمسيرات العودة وكسر الحصار، مؤكدين أن المشاركة في مسيرات العودة واجب شرعي ووطني.
وطالبت اللجنة المنظمة للمسيرة “كل المؤسسات المجتمعية بتوجيه أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى ميادين الاعتصام لتحويل تلك الساحات غلى حالة إزعاج متواصل للاحتلال وآلية للضغط على المجتمع الدولي.”
كما دعت المدارس والجامعات والكليات وكل المؤسسات بتنظيم رحلات إلى ميادين الاعتصام لتصبح تلك الميادين قبلة الجماهير لنكرس ثقافة العودة في عقول وقلوب أبنائنا، فيما طالبت العائلات بتنظيم رحلات عائلية للتمتع بجمال الطبيعة في أرضنا وديارنا المحتلة.
ويطالب القائمون على الفعالية بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948 وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007
ويريد القائمون على الفعالية ألا تقتصر على اعتصام ليوم واحد بل أن يكون مفتوحا، على أن تشهد الخيام سلسلة أنشطة ثقافية وجماهيرية “تبرز الهوية الفلسطينية وتؤكد تمسك المعتصمون بمطالبهم.”
وبحسب القائمين على المسيرة فان هذه الاحتجاجات ستتواصل لتبلغ ذروتها في 15 أيار/مايو المقبل الذي يصادف ذكرى “النكبة” الفلسطينية .
قرار الأمم المتحدة
وتُعد المسيرة تطبيقاً عملياً للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر 1948، وينص على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وفق عضو اللجنة التنسيقية للمسيرة صلاح عبد العاطي.
وتأتي المسيرة في ظل مجموعة كبيرة من المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وعدم نزاهة أمريكا لرعاية أي عملية تسوية مستقبلية مع تلويحها بفرض رؤيتها للتصفية، إضافة إلى صدور مئات القرارات الأممية لصالح القضية الفلسطينية وعدم تطبيقها على الأرض.
وكانت اللجنة التنسيقية للمسيرة أعلنت بفبراير عزمها الانطلاق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية تشمل جموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب فلسطين المحتلة عام 1948 لتحقيق العودة التي نصت عليها القرارات الدولية.
Sorry Comments are closed