اسماعيل الأحدب – حرية برس:
منذ اندلاع الثورة السورية مطلع العام 2011، والسوريون يعانون ويكافحون من أجل إسقاط نظام الأسد المجرم، لاسيما الشباب منهم على اعتبارهم حجر الأساس الذي ترتكز عليه الثورة ونافذة الأمل التي ينظر منها الشعب السوري لتحقيق نصره، فقد كان لشريحة الشباب النصيب الأكبر من النضال الثوري والعسكري ضد نظام الأسد، مما دفع الأسد لاتباع أسلوب القمع والتضييق على الشبان ولعل فئة الطلاب هي الأهم بين الفئات الشبابية، إلا أنها لم تسلم من ممارسات نظام الأسد القمعية فقد تعرضت لعدة حملات اعتقال تعسفية وزجهم في السجون أو في الخدمة الإلزامية العسكرية الأمر الذي أجبر الكثير من طلاب الجامعات السورية التخلي عن دراستهم تاركين في أعينهم بصيص أمل العودة لجامعاتهم حال زوال نظام الأسد ورموزه.
وليس “محمد منصور” إلا واحداً من هؤلاء، فقد كان يدرس في جامعة البعث بمدينة حمص قبل أن يتعرض للاعتقال أواخر العام 2012 حيث وصف ما حدث معه قائلاً: “كنت في السنة الدراسية الثانية بكلية الهندسة، وأثناء عودتي من الجامعة أوقفني أحد حواجز الأمن التابعة لنظام الأسد وقام باعتقالي ونقلت لأحد السجون، حيث وجهت إلي مختلف التهم ومارسوا بحقي مختلف أنواع الترهيب والتعذيب، فاضطر أبي لبيع قطعة أرض يملكها لتأمين المال اللازم لتوكيل أحد المحامين المحسوبين على نظام الأسد وأعطاه عدة مبالغ مالية تجاوز مجموعها مليون وسبعمائة ألف ليرة سورية، لقاء أتعابه ورشاوى للقضاة فخرجت من السجن بعد اعتقال دام ثمانية أشهر”، مضيفاً: “لن أعود إلى الجامعات في مناطق نظام الأسد تحت أي ظرف كان وسأظل أشارك أبناء بلدي في نضالهم الثوري حتى إسقاط الأسد”.
حال محمد هو حال الكثير من الطلبة السوريين ممن حالت الظروف القاسية التي تعيشها البلاد دون استكمال دراستهم، فانعكست حالة الطلبة الجامعيين بشكل سلبي على المستوى الدراسي لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى القصف الممنهج الذي تتعرض له مدارسهم في المناطق المحررة، فتقلص الأمل لديهم بإنهاء حصادهم الدراسي والحصول على شهادة جامعية مما دفع القوى والمنظمات الثورية لإنشاء مدارس وثانويات ضمن الأراضي المحررة بالإضافة إلى بعض المعاهد والكليات باختصاصات محدودة، ثم حصلت على اعتراف عدة دول بشهادات تلك المنشآت التعليمية فأعادت غرس الأمل بنفوس الطلاب وقد شهدت تلك المنشآت إقبالاً طلابياً كبيراً في الآونة الأخيرة.
“كنان الأحمد” طالب في كلية الشريعة بريف حمص الشمالي التابعة للجامعة العثمانية بتركيا: كنت أحضر امتحانات الشهادة الثانوية عندما اندلعت الثورة السورية ونجحت بالحصول عليها في ظل ظروف صعبة تعيشها بلدتي الثائرة، إلا أنني لم أستطع الذهاب للدراسة الجامعية بسبب خوفي من عبور حواجز نظام الأسد، وبقيت كذلك حتى تأسيس كلية الشريعة بريف حمص فسارعت للتسجيل فيها مع الكثير من حملة الشهادة الثانوية بالريف المحاصر وقد أصبحت الآن في سنتي الدراسية الثالثة.
ولكن هناك العديد من الطلاب الذين لم تتسنى لهم فرصة استكمال تحصيلهم العلمي مثل كنان لأن المعاهد والكليات الآنفة الذكر لا تشمل كافة الاختصاصات مما سبب هجرة عدد كبير من الطلبة خارج البلاد بهدف الدراسة ممن سنحت لهم الفرصة أما البقية فوقفوا على أطلال حلمهم بالعودة إلى نشاطهم التعليمي بعد إسقاط الأسد أو عند إنشاء معاهد وكليات جديدة داخل مناطقهم تشمل طموحاتهم العلمية.
عذراً التعليقات مغلقة