وقد استطاعت قوات الأسد خلال هذه الحملة فصل حرستا عن باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك بعد سيطرتها على بلدة مسرابا، فأصبحت حرستا محاصرة من أربعة محاور وثلاث قطع عسكرية كتيبة حفظ النظام من جهة دوما، وإدارة المركبات و كتيبة القوات الخاصة و المخابرات الجوية وأوتستراد دمشق الدولي من جهة “ضاحية الأسد”.
وقد أدى ذلك إلى فصل بعض الأهالي بعيداً عن ذويهم في مناطق أخرى من الغوطة، وإيقاف عجلة الحياة في المدينة التي يقطنها مايقارب 60 ألف مدني، حيث أعلنت المحال التجارية عن نفاذ البضائع من محالهم، كما نفذت مادة الوقود التي كان الأهالي يعتمدون عليها في تشغيل مولدات الكهرباء لاستخراج الماء وإنارة بعض المنازل و إخراج الفضلات من الأقبية التي لم يغادرها الاهالي منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر بسبب القصف المستمر.
الشعير والذرة اليابسة بديلاً للدقيق
وأشار إلى أن “بعض الفلاحين حاولوا الوصول إلى أراضيهم لكن نيران رشاشات قوات الأسد حالت بينهم وبين ذلك”.
وتشهد المدينة حالية انقطاعاً في المياه، وعدم توافر الوقود لتشغيل المولدات لاستخراج الماء، مما اضطر الأهالي إلى استخراج المياه الجوفية عبر مايعرف بـ”الكباسات”، رغم أن المياه غير صالحة للشرب، وفقاً لما ذكره.
وأضاف أن الأطفال في حرستا لايتوقفون عن البكاء لشعورهم بالجوع، كما أن الوضع يزداد سوء بالنسبة للأطفال الرضع نظراً لجفاف حليب أمهاتهم، فضلاً عن بعض الأمراض الناتجة عن عدم توافر المواد الأساسية لهم، بالإضافة إلى الأدوية، حيث خرجت الكثير من المراكز والنقاط الطبية عن الخدمة نتيجة لاستهدافها بشكل متعمد من قبل قوات الأسد، بالإضافة إلى خروج مركز الدفاع المدني عن الخدمة أيضاً.
ولفت محدثنا إلى أن المدينة حالياً معزولة عما يجري في العالم الخارجي، نظراً لانقطاع شبكات الهواتف والإنترنت.
وكانت قوات الأسد قد منعت دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المدينة منذ العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية على حد سواء.
عذراً التعليقات مغلقة