بدأت شركة نورتي إنيرجيا في العام 2011 في إنشاء سد بيلو مونتي على نهر زينجو في البرازيل، وعندما ينتهي إنشائه في العام 2019 سيصبح رابع أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في العالم. لكنه يؤدي أيضًا إلى مشكلة كبيرة تتمثل في نزوح السكان المحليين والحيوانات من منطقة الأمازون،
«يعد بناء السد على النهر، بمثابة قضاء على حياتنا.»
ناضل المجتمع المحلي لمدة 30 عامًا ضد بناء سد بيلو مونتي. وعلى الرغم من أن وسائلهم الاحتجاجية كانت مثيرةً للجدل، إذ حل إحراق الحافلات واختطاف الرهائن محل المسيرات ومجموعات الضغط، لكن الأمر يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم.
وقال جيلاردي جورونا، وهو عمدة إحدى القرى في إقليم باكويكامبا، لصحيفة الجارديان في العام 2014 «يعد بناء السد على النهر، بمثابة قضاء على حياتنا.» وأضاف «نعيش منذ القدم بجوار النهر. فهذه المنطقة موطننا منذ أجدادنا وحتى اليوم. وسيكون تأثير السد خطيرًا.»
واستجابت الشركة في العام 2011 للاحتجاجات العنيفة، وحاولت لمدة عامين رشوة بعض المحتجين بأجهزة التلفاز ومركبات الدفع الرباعي، وفقًا للتقرير الصحافي الذي نشرته الجارديان.
وقال جيمي جوراسيزيك، مسؤول البناء في شركة نورتي إنيرجيا، لصحيفة الجارديان في هذه الفترة «لا نستطيع أن نعيش في الظلام بدون تلفاز كي نحافظ على الغابات. يعد ذلك تضاربًا في المصالح، وتحتاج إلى حلول متوازنة. وأعتقد أن سد بيلو مونتي يمثل حلًا مناسبًا.»
التأثير على الأسماك
غمر سد بيلو مونتي مساحات ضخمة من غابات الأمازون المطيرة، ما أدى إلى تغيير حياة سكانها إلى غير رجعة. إذ أجبر كثيرين على الانتقال إلى أكثر الأحياء فقرًا في البرازيل.
تزدهر مشروعات الطاقة الكهرومائية في منطقة الأمازون حاليًا، إذ تنتج البرازيل أكثر من 70% من طاقتها الكهربائية باستخدام الطاقة الكهرومائية. وعلى الرغم من أن ذلك أمرٌ إيجابي من ناحية كونها طاقة نظيفة، لكن السكان الذين تسبب سد بيلو مونتي في نزوحهم مثال واضح على أن هذا التطور لا يخلو من الجوانب السلبية.
وذكرت دراسة جديدة أجريت على أكثر من 300 سد وسدود أخرى مقترحة على الأنهار في منطقة الأمازون، أنه جرى التقليل من تأثيرات هذه السدود، ليس من ناحية السكان فحسب بل من ناحية التنوع الحيوي.
وتعد مياه الأسماك العذبة في هذه المنطقة أكثر تنوعًا منها في أي مكان آخر على الأرض، إذ تشير التقديرات أن المنطقة تمثل موطنًا لعدد كبير من الأنواع يتراوح بين 3500 إلى 5000 نوعًا. وتعد أغلبها أنواعًا مهاجرة، تسافر لآلاف الكيلومترات كي تصل إلى المناطق التي تدمرها عمليات البناء الجديدة.
ويعتمد العديد من سكان المنطقة على صيد الأسماك وبيعها. وسلبهم السد مصدر رزقهم. وقال جليو ألفيس دا سيلفا لصحيفة الجارديان في العام 2014 «اعتدت في الماضي على صيد 50 كيلوجرامًا من الأسماك كل ليلة، أما الآن فأصطاد كيلوجرامين إن كنت محظوظًا.» وانتهى به المطاف إلى العمل في تكسير الصخور لبناء السد.
وتعد رؤية دولة بحجم البرازيل تنتج كميات ضخمة من الطاقة النظيفة أمرًا عظيمًا. لكن حتى مصادر الطاقة المتجددة قد تؤثر سلبيًا على المناطق المحيطة بها، إن لم تُنَفَذ بطريقة مسؤولة ومهنية، وعلى الرغم من أننا نحتاج فعلًا إلى معالجة تأثيرات البشر على البيئة، لكن يجب ألا ننسى إنسانيتنا في خضم ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة