حرية برس:
نشرت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء تقريراً تناول حالة الإقصاء التي يواجهها الأطفال السوريون ذوي الإعاقات التي تسببت لهم بها الحرب.
وقالت المنظمة إن استمرار الحرب في سوريا أدى خلال عام 2017 لمقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الإطلاق – وبنسبة تزيد 50 في المئة عن عام 2016. فقط في الشهرين الأولين من عام 2018، تم الإبلاغ عن مقتل أو إصابة 1,000 طفل نتيجة العنف المكثّف”.
وأشارت إلى أن الحرب أصبحت المسبب الأول “للوفاة بين اليافعين في البلاد.”
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خِيرْت كابالاري، في حالات الحرب “يكون الأطفال ذوو الإعاقة من أكثر الفئات هشاشة”.
وأضاف: “غالباً ما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى علاج وخدمات متخصصة. تختلف احتياجاتهم كأطفال عن احتياجات الكبار. إذا لم يحصلوا على الخدمات والمدارس ووسائل المساعدة مثل الكراسي المتحركة، فإن العديد من الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون خطراً حقيقياً بالإقصاء والإهمال والوصم مع استمرار هذا النزاع الذي لا ينتهي”.
وتابع كابالاري: “على الرغم من الإصابات والنزوح، فإن طموح أطفال سوريا لا يعرف الحدود. عندما يتم توفير ما يحتاجه هؤلاء الأطفال وعائلاتهم من دعمٍ وخدمات، فإننا نجدهم قد تغلبوا على التحديات التي يواجهونها وأنجزوا أعمالاً استثنائية لاستعادة بعضٍ من طفولتهم وكرامتهم وأحلامهم”.
وذكر التقرير أن استخدام الأسلحة المتفجرة والهجمات العشوائية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أدى إلى مقتل عدد متزايد من الأطفال والذي بات الآن يمثّل ربع عدد الوفيات من بين المدنيين.
ووثقت المنظمة “تعرّض أكثر من 360 طفلاً للإصابة في عام 2017، ما تسبب في إعاقة العديد منهم”، مرجحة “أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
ووفقاً لإحصائيات المنظمة الواردة في التقرير فإن “ما يقدر عدده بـ3.3 مليون طفل داخل سوريا لمخاطر المتفجرات بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والأجهزة المصنعة بشكل مُرتجل”.
في الوقت الي يعاني فيه أكثر من 1.5 مليون شخص من إعاقات “دائمة نتيجة الحرب، بما في ذلك 86,000 شخص فقدوا أطرافهم”، كما أن “80٪ من إصابات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، هي نتيجة مباشرة للحرب”.
وأكد التقرير أن سبب “إطالة أمد الإصابات وتفاقم وضعها بين الأطفال”، يعود إلى عدم حصولهم على الرعاية الطبية والنفسية عل حد سواء، منوهاً إلى أن “الأطفال ذوو الإعاقة مُعرَّضون أكثر من غيرهم لمخاطر العنف ويواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم”.
يُضاف إلى ذلك عدم قدرة ذوي الأطفال على تأمين الوسائل والأدوات أو المُعدات المساعدة التي يحتاجون إليها.
وبحسب التقرير “تزداد مخاطر تعرُّض الأطفال ذوي الإعاقة للعنف والاستغلال وسوء المعاملة والإهمال عند وفاة أولياء الأمر أو تفرُّق الشمل”.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين السوريين الذين في البلدان المضيفة “في تحدّ للحصول على الخدمات الأساسية. هذا التحدي يصبح مضاعفاً بالنسبة للعائلات التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة”.
أما “بالنسبة لملايين الأطفال الذين اضطروا للفرار من بيوتهم داخل سوريا أو إلى البلدان المجاورة ، فقد أدى النزوح إلى وضع ذوي الإعاقات في أماكن أقرب إلى المخاطر مثل حوادث المرور والأنهار والقرب من مخلفات الحرب غير المنفجرة”.
وبحسب التقرير فإن الأمم المتحدة تحققت “من وقوع 175 هجوماً على المرافق التعليمية والطبية وعلى العاملين فيها في العام 2017. أكثر من تضرر نتيجة ذلك هم الأطفال ذوي الإعاقة، مما زاد من حرمانهم من الرعاية المتخصصة ومن المرافق التي يحتاجون إليها لكي تتحول طموحاتهم إلى واقع ملموس”.
وطالبت اليونسيف الأطراف على الأرض “ومن كل أولئك الذين لديهم نفوذ عليهم وكذلك من المجتمع الدولي”، بوضع ” وضع حد للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال من قتل وتشويه وتجنيد إجباري وقصف المراكز الحيوية، وإنهاء الحرب.
بتوفير “الدعم المنقذ للحياة وخدمات إعادة التأهيل طويلة الأمد” للأطفال، والرعاية الصحية والنفسية والخدمات الأساسية، وتقديم المساعدات المالية للعائلات التي لديها أطفال من ذوي الإعاقات، بالإضافة إلى بتوفیر “تمویل مرن وغیر مقید ولعدة سنوات لتلبیة احتیاجات الأطفال، بمن فيهم ذوي الإعاقة وعائلاتهم حتى تزداد إمکانیة حصولھم علی الخدمات المتخصصة”.
يُشار إلى أن اليونسيف ذكرت أنها بحاجة إلى مبلغ 1.3 مليار دولار أمريكي من أجل دعم الأطفال المتضررين من الحرب داخل سوريا والبلدان المجاورة.
عذراً التعليقات مغلقة