حلب – حرية برس:
عاد مشهد الاقتتال بين الفصائل العسكرية في الشمال السوري، بين “تحرير الشام” من جهة، و”حركة نور الدين الزنكي” التي اندمجت مؤخرا مع “حركة أحرار الشام الإسلامية” باسم “جبهة تحرير سوريا”.
وأكدت مصادر محلية “لحرية برس” اليوم الثلاثاء، أن شهيداً وثلاثة جرحى مدنيين سقطوا برصاص عشوائي خلال الاشتباكات بين “حركة نور الدين الزنكي” و”تحرير الشام” في بلدة دارة عزة غربي مدينة حلب، وأن الحواجز الأمنية التابعة لحركة “نور الدين الزنكي”، وحواجز “هيئة تحرير الشام” في مدن وبلدات ريف حلب الغربي شهدت ومنذ الصباح استنفاراً كبيراً وسط الحديث عن اعتقالات متبادلة بين الطرفين، ومن ثم اندلعت اشتباكات على أطراف مدينة دارة عزة، وجامع المحمود قرب بلدة كفرناها، وقرب معمل بيوتي في ريف حلب الغربي.
وتبادل الطرفان الاتهامات حول البدء بالاستنفار والقتال، حيث قالت وكالة “إباء” التابعة لهيئة تحرير الشام أن “حركة نور الدين الزنكي تشن هجوماً عسكرياً واسعاً على مقرات الهيئة في منطقة السعدية بالقرب من بلدة أورم غربي حلب”، وقالت إباء: أن “قوات الزنكي بدأت اقتحام منطقة بيوتي وحاجز المحمود التابعين للهيئة، في محاولة منها للسيطرة على المنطقة”، “سيرت الزنكي أرتالا عسكرية من الفوج 111 باتجاه مدينة دارة عزة، بهدف السيطرة على المدينة، إلى جانب محاولة التقدم في محاور أخرى غربي حلب”.
من جهته نشر حسام أطرش القيادي في “حركة نور الدين الزنكي” عبر قناته على تلغرام صوراً لدبابات وسيارات عسكرية قال إنها تعزيزات استقدمتها هيئة تحرير الشام للهجوم على مقرات ومواقع “جبهة تحرير سوريا” وأشار أن هذه “صور الدبابات التي استقدمتها هيئة تحرير الشام للبغي على جبهة تحرير سوريا، بالتزامن مع إخراج حالات مرضية من كفريا والفوعة برعاية هيئة تحرير الشام”
ونقل “أطرش” عن المكتب الشرعي في “حركة نور الدين الزنكي”: أن “هيئة تحرير الشام بالبغي على جبهة تحرير سوريا عسكريا بعد بغيها الإعلامي وحملة الافتراءات التي شنتها بغية شيطنة خصومها، وإننا نعلن أننا سندافع عن أنفسنا ونرد الباغي ولن نقف مكتوفي الأيدي ونناشد كل مجاهد شريف ان لا ينساق وراء هذا البغي الذي أصل له الجولاني ومشايخه ليضللوا جنودهم، ونقول لإخواننا جنود هيئة تحرير الشام انتم إخواننا فلا تكونوا وقودا لحرب لا فائدة منها إلا سيطرة الجولاني وتمكينا لأعداء الإسلام واضعافا لشوكة المجاهدين”.
وكانت قد أعلنت “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي”، يوم الأحد 18/2/2018، اندماجهما في جسم عسكري جديد تحت اسم “جبهة تحرير سوريا”، وجاء في بيان التشكيل أن الاندماج جاء “نتيجة لما تعانيه الثورة السورية من تآمر خارجي وتكالب الأعداء عليها ومحاولات تضييع تضحيات شعبنا الثائر، وحرصا على توحيد قوى الثورة السورية، وتجميع جهودها لصد عدوان النظام المجرم، ومن يتحالف معه من ميليشيات ودول تقتات على أشلاء شعبنا الأبي، واستدراكاً منا لتقصيرنا في التوحد سابقاً وتفرقنا الذي دفعت ثمنه ثورتنا”.
وتصاعد الاحتقان الخطاب الإعلامي، بين “هيئة تحرير الشام” من جهة، و”حركة نور الدين الزنكي” و”حركة أحرار الشام” من جهة أخرى في الأيام الماضية، بعد أن اتهمت “هيئة تحرير الشام” “حركة نور الدين الزنكي” بقتل مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين لديها، على أحد حواجز الحركة في ريف حلب، وهي الحادثة التي كانت شرارة اندلاع مشادات كلامية منذ يومين وسط الحديث عن تجييش وتحشيد عسكري يحضر من قبل “تحرير الشام” لقتال “الزنكي”.
وفي وقت سابق، حذر القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية حسن صوفان هيئة تحرير الشام من مغبة أي اعتداء جديد قائلاً: “لا أشك طرفة عين أن الجولاني إذا قام بأي حماقة فسوف تكون نهايته المحتمة، لأنه طغى وتجبر وكذب وخادع، واشترى بآيات الله ثمنًا قليلًا”، وأضاف “يعلم الله أني قد أعذرت إلى الله بالسعي إلى الصلح قبل سقوط الجبهات، ومضيت إلى آخر الطرق، وتنازلت كثيرًا صيانة لأراضي المسلمين وأعراضهم، إلا أنه استنكف واستكبر حتى سقطت الجبهات، ولذلك أنا موقن أن الله سبحانه سينصرنا عليه إن بغى هذه المرة”.
ونجحت هيئة تحرير الشام بالاستيلاء على العديد من المواقع الاستراتيجية لحركة أحرار الشام العام الماضي وإلحاق هزيمة كبيرة بها، ما مكنها من إحكام السيطرة على محافظة إدلب، بينما أخفقت الهيئة في قتالها مع حركة نور الدين الزنكي بريف حلب الغربي وانتهى القتال بينهما بصلح مؤقت.
Sorry Comments are closed