الأمم المتحدة: اليمن تحول إلى دويلات

فريق التحرير16 فبراير 2018آخر تحديث :
العاصمة اليمنية صنعاء – الأناضول

مازن فارس – حرية برس:

قال تقرير لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة أن ” حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باتت ضعيفة جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الإنتقالي الجنوبي المطالب بإنفصال جنوب اليمن عن شماله.

وأفاد التقرير الصادر أمس الخميس، أن ” هناك دويلات متحاربة بدلاً من دولة واحدة ، وليس لدى أى من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال”.

وبحسب التقرير فإن الحوثيين احكموا قبضتهم على صنعاء وشمال اليمن، بعد مواجهات استمرت عدة أيام أعدموا في نهايتها حليفهم صالح، وفي الأسابيع التي تلتها سحق الحوثيون أنصار الرئيس السابق أو استمالوا الكثير منهم. أما في الجنوب، فإن حكومة الرئيس هادي أصابها الضعف جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الذي شكل مؤخراً ويدعو إلى إنشاء “جنوب يمني مستقل”.

ووفقاً للتقرير فإن الحكومة تواجه تحد، وهو وجود قوات تعمل بالوكالة تسلحها وتمولها الدول الأعضاء بالتحالف الذي تقوده السعودية وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان.

ووجدت الأمم المتحدة أن “ما يزيد ديناميات المعركة تعقيداً هو وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و”داعش”، وكلاهما يواجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية. وذكر التقرير أن انتهاء تحالف الحوثيين وصالح، وضع فرصة أمام التحالف والقوات الموالية لحكومة اليمن لاستعادة الأرض.

وتابعت “من غير المتحمل أن تستمر هذه الفرصة السانحة فترة طويلة أو أن تكون كافية بحد ذاتها لإنهاء الحرب”. مشيراً إلى أن “إطلاق قذائف على السعودية من شأنه أن يغير مجرى النزاع من محلي إلى نزاع إقليمي أوسع نطاقاً”.

وبحسب التقرير، فإن “الفريق وثق مخلفات قذائف ومعدات عسكرية وطائرات من دون طيار ذات أصل إيراني جلبت إلى اليمن بعد صدور الحرض المحدد الأهداف المفروض على الأسلحة”.

كما “نشر الحوثيون ألغاماً بحرية محلية الصنع في البحر الأحمر، وتشكل هذه خطراً على النقل البحري التجاري وخطوط الإتصالات البحرية ويمكن أن تظل لمدة تتراوح بين 6-10 سنوات مهددة بذلك تدفق الواردات إلى اليمن وطرق وصول المساعدات الإنسانية عبر موانئ البحر الأحمر”.

وحول الاقتصاد في اليمن، فإن النظام المالي في اليمن منهار، “فهناك بنكان مركزيان وكلاهما لا يعملان بكامل طاقتهما، فالحكومة غير قادرة على تحصيل الإيرادات بفعالية في حين يجمع الحوثيون الضرائب ويبتزون التجار ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي”.

وأوضح التقرير أن “يعاني اليمن من مشكلة السيولة ففي جميع أنحاء البلد لا تصرف المرتبات، وهناك تجار حروب جدد آخذون ف يالظهور بفعل هذه الحرب وفي الوقت الحاضر تنذر الأمور بأن الغلبة ستكون للسوق السوداء على المعاملات الرسمية”.

وبشأن ثروة صالح، ورد في التقرير بأنه “على الرغم أن صالح أصبح في عداد الموتى فمن المرجح أن يستمر خالد علي صالح، الذي يعمل بالإنابة عن أخيه أحمد في السيطرة على ثروة أسرة صالح، وليس هناك أي مؤشرات إلى أنه قد يستخدم تلك الثروة لدعم أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الإستقرار في اليمن”.

واتهمت الأمم المتحدة جميع الأطراف في اليمن، طوال 2017 انتهاكات على نطاق واسع للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

منوهةً إلى أن “سيادة القانون آخذة في التدهور بسرعة في أرجاء اليمن، نفذت كل من حكومة اليمن والإمارات، وقوات الحوثيين – صالح عمليات اعتقال واحتجاز تعسفية وكانت وراء حالات إخفاء قسري ومارست أعمال التعذيب وأعدم الحوثيون أشخاصاً بإجراءات موجزة واحتجزوا أشخاصاً لأسباب سياسية أو اقتصادية بحتة وهدموا منازل من يتصورون أنهم أعداؤهم، وكثيراً ما يعرقل الحوثيون وصول المساعدات الإنسانية وتوزيع المعونة”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل