حرية برس:
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين، دول التحالف الدولي التي شاركت بالحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، بتقديم المزيد من الدعم لإزالة الألغام التي زرعها التنظيم في الرقة والتي أودت بحياة المئات من المدنيين.
وأكدت في تقرير لها أن “العبوات الناسفة قتلت وجرحت مئات المدنيين، بينهم أكثر من 150 طفلا، في الرقة في سوريا منذ طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة في تشرين الأول/أكتوبر 2017″، مشيرةً إلى أن التنظيم زرع مايعرف بالألغام المضادة للأفراد أو العبوات الناسفة والتي تنفجر بمجرد ملامسة الضحية لها، كما أن هناك ألغام مزودة بمستشعر خامل بالأشعة تحت الحمراء والتي تنفجر بمجرد وجود شخص بالمكان، وفقاً لمنظمة إزالة الألغام في الرقة.
وقال نديم حوري، مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في المنظمة: “اعتبرت هزيمة داعش في الرقة انتصاراً عالمياً، ولكن لم يرتقِ الدعم الدولي للتعامل مع آثار المعركة، لا سيما الألغام القاتلة، إلى مستوى التحدي. قتلت الألغام وجرحت مئات المدنيين، وستزداد الأرقام على الأرجح مع عودة المزيد من النازحين”.
واعتمدت المنظمة في تقريرها هذا على معلومات من “الهلال الأحمر الكردي” والمنظمات الطبية الدولية العاملة في المنطقة، حيث بلغ عدد الذين تضرروا من الألغام في الفترة بين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2017 و20 يناير/كانون الثاني 2018، نحو 491 بينهم 157 طفلاً معظمهم استشهدوا فور انفجار الألغام والآخرين لعدم تلقيهم المساعدة الطبية، إلا أن المنظمة ترجح أن العدد أكثر بكثير.
وأشارت المنظمة إلى أن رغم تبرع التحالف الدولي بالأموال اللازمة لإزالة الألغام، إلا أن السلطات المحلية الموجودة في الرقة كانت قد اشتكت من قلة المعدات والخبرات اللازمة لإزالة الألغام، الأمر الذي دفع الأهالي إلى الطلب من أشخاص عاديين يعرضون خدماتهم مقابل مبلغ لا يتجاوز الـ50 دولاراً ليقوموا بمسح منازلهم.
وأعرب حوري عن استيائه إزاء الوضع بقوله : “خلال زيارة الرقة، كان هناك تناقض مدهش بين الدعم الدولي لهزيمة داعش عسكرياً والدعم المحدود لما بعد الهزيمة. إذا لم يتغير الوضع، سيستمر إرث داعش من الألغام الأرضية القاتلة لسنوات”.
وعلى ذلك شددت هيومن رايتس ووتش على ضرورة أن تجعل الجهات المانحة الدولية “إزالة الألغام والتثقيف حول مخاطر الألغام أولوية لحماية الناس من هذه الوفيات والإصابات التي يمكن تجنبها. على البلدان المجاورة لسوريا تسهيل وصول منظمات إزالة الألغام وتقديم المساعدة الإنسانية للناجين”.
يُشار إلى أن مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” قد سيطرت على مدينة الرقة في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بعد غارات للتحالف الدولي ومعارك مع تنظيم الدولة “داعش” أدت إلى تدمير 85% من البنية التحتية للمدينة واستشهاد المئات من المدنيين وتشريد الآلاف، إلا أن بعد مرور 4 أشهر على سيطرتها لم تستطع المليشيا تأمين المدينة لعودة المدنيين الذين يقطن معظمهم في المخيمات العشوائية.
Sorry Comments are closed