حرية برس:
أعربت معظم دول مجلس الأمن يوم الاثنينن عن امتعاضها من عجز المجلس عن اتخاذ قرارات حاسمة وإجراءات عملية بحق نظام الأسد لخرقه اتفاقية تدمير الأسلحة الكيميائية واستخدامه المتكرر والواضح لهذه الأسلحة ضد المدنيين، وذلك بسبب استخدام روسيا لحق النقض بكل قرار من شأنه محاسبة الأسد.
وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي “إن التزامات الأسد واضحة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرار مجلس الأمن رقم 2118، يجب أن يتوقف فوراً عن استخدام جميع الأسلحة الكيميائية”، مشيرةً إلى ضرورة سد الثغرات ومعالجة التناقضات في إعلان اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وأضافت إن العالم يرى أن مجلس الأمن بات عاجزاً “على اتخاذ إجراء حتى بعد أن خلصت آلية التحقيق التي أنشأها هذا المجلس إلى أن نظام الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية”، بالإضافة إلى أنه :لدينا تقارير تفيد بأن نظام الأسد استخدم غاز الكلور ضد شعبه عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بالأمس فقط. وهناك أدلة واضحة، وذلك بسبب حماية روسيا لهذا النظام.
وشددت على أنه في حين “لم يتمكن هذا المجلس بعد من العمل على توفير مساءلة حقيقية عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن الولايات المتحدة لن تتخلى عن مسؤولية القيام بذلك”.
وأكدت الممثل السامي للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح “إيزومي ناكاميتسو” بأن “لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستنظر في جميع الادعاءات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا”، والتي تنطوي غالبيتها على استخدام غاز الكلور.
وشددت على ضرورة “استكمال التدمير الكامل لمرافق الحكومة ال 27 فوق الارض فى غضون شهرين”.
وقالت ناكاميتسو إن الوضع جعل “من الواضح تماما مسؤوليتنا المستمرة والجماعية لضمان محاسبة المسؤولين عن ذلك”، مشيرة إلى إن فريقا آخر من بعثة تقصي الحقائق ينظر في ادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية من قبل أطراف متحاربة أخرى” غير نظام الأسد.
وأشارت إلى أنه إذا ما خلص أي من التقارير الجديدة إلى وجود “استخدام الأسلحة الكيميائية أو استخدامها على الأرجح في أي من هذه الحوادث المزعومة، فسيتم تكثيف التزامنا بسن استجابة هادفة”.
من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا “بأنه يجب إغلاق العديد من التساؤلات المصطنعة”، مدعياً القضاء على الإمكانات العسكرية الكيميائية لنظام الأسد تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
وأضاف “ومع ذلك، يبدو، هناك أولئك الذين يرغبون في الاحماء الاصطناعي لهذا الموضوع”.
وأشار إلى أن نظام الأسد بلغ مجلس الأمن “عن اكتشاف اكتشافات كيميائية خطيرة على الإرهابيين المحرومين من الإرهابيين. تقارير عن الاستفزازات المحتملة التي يمكن أن يشارك فيها ممثلو الخدمات الخاصة الأجنبية. وينبغي أن يقوم خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق فورا في كل ذلك.
وهاجم المندوب الروسي ممثلي دول الأعضاء بالإضافة إلى السويد قائلاً “في خطاب هؤلاء الممثلين، كما هو الحال دائما، هناك جزء صغير من الحقيقة، مختلطة مع الجبال من الأكاذيب”، زاعماً أن من استخدم السارين في خان شيخون لا يزال مجهولاً.
وتابع “بأنه ينبغي إرسال بعثة لتقصي الحقائق في الهجمات الأخيرة قبل إلقاء اللوم على نظام الأسد”. وأن أي مبادرات في سياق استخدام الأسلحة الكيميائية تجاوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستكون غير مشروعة. ونحن نتوقع بشدة أن تظهر قيادة أمانة الأمم المتحدة والأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الإرادة وأن تنأى بنفسها عن هذه المشاريع المشكوك فيها.
وقال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دي لاتر “هذه هي المرة الثانية التي نجتمع في أقل من أسبوعين بعد أن وصلت لنا معلومات عن أربع حالات جديدة من استخدام الكلور ضد المدنيين في سوريا، وبعضهم في محافظة إدلب التي هي منطقة التصعيد”.
وأضاف “في الواقع هو أن استخدام المواد السامة كأسلحة لم يتوقف أبدا في سوريا”، مؤكداً أن نظام الأسد مسؤول عن 4 هجمات بالأسلحة الكيماوية، بما في ذلك حالة استخدام غاز السارين، “في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والتزامات نظام الأسد عندما انضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”. منوهاً إلى “أن فرق خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عثروا مراراً على مؤشرات” تفيد بامتلاك نظام الأسد لأسلحة كيماوية لم يعلن عنها.
وتابع: إن الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية في سوريا ثبت. لا يمكننا أن ننظر بعيدا لأن لا أحد يستطيع أن يقول أنه لا يعرف.
وأكد المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة “جوناثان ألين” أن عقد جلسة اليوم يأتي مع “استمرار نظام الأسد في قصف المدنيين وقتلهم بلا رحمة”، واستخدامه الأسلحة الكيماوية واستهداف المستشفيات في إدلب والغوطة.
واعتبر أن الاقتراح الروسي يركز على “الجهات الفاعلة غير الحكومية”،بالرغم من أن هناك تقارير تفيد في تورط نظام الأسد نظراً لعد امتثاله “لاتفاقية الأسلحة الكيميائية”.
وأشار إلى أن نظام الأسد وعد بتدمير برنامجه للأسلحة الكيميائية والتخلي عنه، ولكنه لم يفعل، كما أن روسيا وعدت بالعمل كضامن لامتثال نظام الأسد لاتفاقية الأسلحة الكيميائية. ولكن بعد شهر من كل شهر نجلس هنا ونسمع أن الأسد لم يفعل ذلك. فلماذا لا تجبر روسيا النظام السوري على الامتثال لالتزاماته وتجعل من المستحيل عليه استخدام الأسلحة الكيميائية؟”
يُذكر أن مجلس الأمن في جلسته السابقة في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي، لم يتخذ قراراً بتجديد ولاية لجنة دولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بسبب استخدام روسيا لحق النقص “الفيتو”.
Sorry Comments are closed