شبان سوريون يطلقون منصة للإعلان والتسويق الإلكتروني

فريق التحرير5 فبراير 2018آخر تحديث :
لدى هؤلاء الشباب قائمة كبيرة من الأهداف والطموحات التي يسعون لتحقيقها في الأشهر القادمة ـ عدسة لجين المليحان

لجين المليحان ـ درعا ـ حرية برس:

لا ينتهي إبداع الشباب السوري حتى في ظل ظروف الحرب القاسية، إصرارهم على التميز والنجاح هو الطريق الوحيد لتحقيق أحلامهم، فالصعوبات لاتعرف طريقها إلى قلوبهم النابضة بحب سوريا وحب الرقي بها إلى مجتمع يسوده العلم بمختلف جوانبه.

ثلاثة شبان من مدينة داعل في ريف محافظة درعا، حلموا بتحقيق فكرتهم رغم جميع الصعوبات والظروف السيئة، ولقد وضعوا الهدف نصب أعينهم وسعوا جاهدين إلى الوصول لغايتهم.

بدأت فكرتهم في عام 2015 حيث شهدت المنطقة الجنوبية حركة بيع كبيرة للعقارات والسيارات، كما شهد العالم بأسره ثورة كبيرة في مجال التسويق والبيع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

كانت فكرة هؤلاء الشباب تتمحور حول تطبيق على الهواتف النقالة ليعرضوا من خلاله إعلانات لبيع العقارات والسيارات ويكونوا وسطاء في عملية البيع والشراء وذلك مقابل نسبة رمزية، حيث يكونوا قد وجدوا فرصة عمل جديدة في المجتمع لتصبح مصدر دخل لهم بعد فصلهم من وظائفهم السابقة بسبب بطش النظام والملاحقات الأمنية.

يقول لنا الأستاذ محمد وهو صاحب فكرة المشروع : “لجأت إلى صديقي “حبيب” لخبرته في مجال البرمجيات كونه مهندس حواسيب وطرحت عليه الفكرة ولاقت ترحيباً وتشجيعاً منه، واتفقنا علي على دراسة الفكرة بعمق أكثر لكي نضع الخطوط العريضة للعمل.

وأضاف محمد بأن هناك مشاكل عديدة واجهتهم منذ بداية التخطيط لهذا العمل بسبب الوضع الأمني السيء للغاية، وعدم توفر شبكة إنترنت بسرعات عالية، والتي تعتبر العمود الفقري لهذا العمل، بالإضافة لعدم توفر الإمكانيات المادية اللازمة، كما أن تجدد القصف والدمار في مناطق الجنوب كان أحد أهم العوائق التي تواجههم.

ويذكر محمد أنهم عاشوا تجربة النزوح إلى مناطق عديدة ،ولكن هذا النزوح رغم صعوبته ومرارته كان نقطة البداية لتحقيق الحلم والتمسك به .

يكمل محمد حديثه ويقول: انتقلنا إلى مناطق مخدمة بشبكات إنترنت سريعة، وقمنا باستغلالها في توسيع دائرة خبراتنا وزيادة معلوماتنا في مجال الدعاية والأعلان والتسويق، وكبرت الفكرة لتصبح تصميماً (تطبيق تسويق إلكتروني) شامل لجميع متطلبات الحياة، وقررنا جعله تطبيقاً شاملاً لكل مايحتاجه الإنسان في مجتمعنا.

في منتصف عام 2017 قام هؤلاء الشباب بجمع ما لديهم من مبالغ مالية رغم قلتها ليقوموا بتركيب شركة إنترنت في مدينة داعل لتكون هذه الشبكة مصدر رزق وعمود مشروعهم في الدعاية والإعلان والتسويق، وهنا بدأ التطبيق الفعلي لفكرتهم.

يتابع محمد قائلاً: “لقد لجأنا إلى العمل على مدونة Blogger المجانية لعدم توفر الإمكانيات لشراء دومين وبدأنا العمل عليها وعلى التطبيق ليرى تطبيقنا (إعلانكم) النور في شهر كانون الثاني عام 2018، حيث أطلقنا على فكرتنا (مؤسسة إعلانكم لدعاية والإعلان والتسويق).

وقال محمد: نقوم بعرض الإعلانات بشكل مجاني باستثناء الإعلانات المميزة والتي نتقاضى مقابلها أجرة رمزية لتغطية بعض متطلبات العمل، كما إننا نقدم خدمات الطباعة والتصميم حيث تعاقدنا مع مطابع ومصممين للعمل ضمن نظام النسب.

يتولى محمد إدارة قسم الإعلان والتسويق ويساعده بعض الشباب المتطوعين والذين أطلعهم على أساسيات العمل من خلال جلسات هي أشبه بورشات تدريبية مصغرة، وكما يدير المهندس حبيب قسم البرمجيات، بينما يتابع المحامي علي إدارة الأمور القانونية في الشركة الناشئة، حيث بدأ بإعداد ترتيبات الشركة من النظام الداخلي والعقود وغيرها لتكون جاهزة لبدء العمل في الأيام القادمة.

لدى هؤلاء الشباب قائمة كبيرة من الأهداف والطموحات التي يسعون لتحقيقها في الأشهر القليلة القادمة، وإن الغرض منها تسهيل كافة المعاملات والخدمات للأهالي في المنطقة وأغلبها مجانية، حيث يتجلى الهدف الأكبر وهو نهضة المجتمع والارتقاء به للأفضل ومواكبة التقدم وإثبات الذات في ظل هذه الحرب الشعواء.

وبما أن لكل هدف طريقة في التطبيق والعمل فلقد قرروا تشكيل شركة باسم (إيفيرست للبرمجيات)، والتي تشكل (إعلانكم) جزءاً منها، وستشكل مشاريعهم القادمة باقي الأجزاء.

بشعار “لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”، يسعى هؤلاء الشباب لضم خبرات جديدة وكبيرة لفريق العمل ليكونوا يداً واحدة في نهضة هذا المجتمع، وكما يسعون لتغطية الأراضي السورية والعربية في المستقبل القريب رغم ظروفهم وقلة الإمكانيات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل