لجين المليحان – حرية برس:
تسببت الحرب المجنونة التي يقودها نظام الأسد على شعبه المطالب بالحرية والديمقراطية بدمار كبير في معظم البنية التحتية بجميع القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية، ولاسيما قطاع تربية النحل، إذ تعرض لمشاكل عدة، أدت لتدهوره وتراجع إنتاجه في الآونة الأخيرة.
وتشكل تربية النحل في محافظة درعا أحد أهم مصادر الدخل لفئة من الناس قبل الثورة السورية، وذلك بسبب توفر الظروف المناسبة لتربيته، كوجود المراعي الكافية والمناسبة والغنية، وتوفر الأيدي العاملة الفنية المتمرسة على تربيته، ووجود الخبرة الكبيرة التي اكتسبها المربون على مر سنوات سابقة.
لكن سرعان ما تأثر هذا القطاع، وتراجعت هذه الثروة بسبب الحرب التي يقودها نظام الأسد على الشعب السوري، ولم تعد تربية النحل تؤمن دخلاً لمربيه كالسابق، وذلك يعود لأسباب كثيرة.
فقد تعرضت المناحل للحرق والتخريب، خصوصاً تلك الواقعة في مناطق الاشتباك، ويوضح م. أسامة عويتي مدير المعهد الزراعي في درعا أن عدم استقرار المناطق نتيجة عمليات الاستهداف المتكررة من قبل قوات النظام والتي ترافقت مع عمليات نزوح المربين ولجوئهم، تسبب في تراجع كبير لهذه الثروة.
وقال “عويتي” في حديثه مع ” حرية برس” أن قصف قوات النظام والعمليات العسكرية التي نفذها تسببت في نزوح السكان وترك خلاياهم في المرعى، لأن أغلب النحالين خرجوا تحت القصف ولم يستطيعوا ترحيل خلاياهم، حيث إن ترحيل الخلايا يجب أن يكون في الليل أثناء عودة النحل الخلايا. وأسهمت الغازات المنبعثة من القذائف في تقليل عدد كبير من أنواع المزروعات التي يتغذى النحل على أزهارها كحبة البركة واليانسون، وبهذا قلت مساحة المراعي التي يتغذى عليها النحل، وساهم قطع الأشجار وخصوصاً أشجار الكينا وبمساحات كبيرة في انحسار المراعي وقلتها أيضاً، ويؤكد “عويتي” أنه حتى ترحيل الخلايا إلى المراعي المتواجدة في مناطق أخرى، غير ممكن، لأن القصف طال جميع المناطق، وهذا أثر على استفادة النحل من المراعي المختلفة المتنوعة على مدار العام.
من ناحية أخرى يضيف “عويتي” أن عدم القدرة على تطريد النحل بشكل طبيعي أدى إلى هروب الطرود الخارجة من الخلية إلى الطبيعة دون الاستفادة منها، ونوه “عويتي” مدير المعهد الزراعي في درعا إلى ظروف معيقة أخرى تسببت في تدهور تربية النحل ومنها انتشار الأمراض كتعفن الحضنة، والإسهال، وإصابة الخلايا بفاروا النحل، وعدم توفر الأدوية الزراعية، وإن توفرت فتكون بأسعار مرتفعة جداً. بالإضافة لغلاء مادة السكر الضرورية لتغذية الخلايا أثناء فترة الشتاء، وعدم اتباع أساليب التدفئة للمناحل بسبب عدم توفر وسائل تدفئة.
بدوره أكد “أبو محمد” لـ “حرية برس” أن أهم المشاكل التي تواجههم إضافة لقصف قوات النظام وقلة المراعي وتدهورها، انتشار الأمراض في خلايا النحل، “أبو محمد” من مزارعي بلدة الصورة في ريف درعا الشرقي أوضح أن خلايا النحل تعرضت للحشرات الطفيلية ومهاجمة الدبابير للخلايا، بالتزامن مع نقص حاد في الأدوية الضرورية لمكافحة هذه الآفات، وارتفاع ثمنها إن وجدت، بسبب صعوبة تأمينها من مناطق النظام.
تدهور وانحسار تربية النحل، أدى لقلة العسل المنتج وبالتالي ارتفاع أسعاره، فقد كانت الخلية الواحد تنتج قبل الحرب على الشعب السوري10كيلو غرام من العسل، وأصبحت تنتج الآن 4 كيلو غرام فقط.
“فيه شفاء للناس” ارتفعت أسعاره بشكل كبير، ووصل سعر الكيلو غرام منه لـ 9 آلاف ليرة سورية، مما حال دون شراءه من قبل الكثير من الناس، وسمح لضعاف النفوس ببيع عسل مغشوش كي يحققوا مكاسب مالية منه، وبعد أن كانت سورية من الدول المصدرة للعسل المعروف بجودته ونوعيته الممتازة باتت – بفضل نظام الأسد – تستورده.
Sorry Comments are closed