أحمد صبرة – حرية برس:
ارتفع سعر ربطة الخبز السوري في مدينة غازي عنتاب، بعد نقاش واجتماعات بين أصحاب معامل الخبز السوري في المدينة، وأصبح سعر الربطة ذات الوزن 750 غ ليرتين تركيتين بعد أن كانت تباع بـ 1.75 ليرة تركية، مما أدى إلى استياء السوريين بالمنطقة وسط دعوات للمقاطعة، وعدم شراء الخبز السوري، واستبداله بالتركي.
ونشر السوريون دعواتهم للمقاطعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، إلا أن أصحاب المعامل لم يكترثوا لردة الفعل الغاضبة بين السوريين، وبرروا رفع السعر بارتفاع أسعار الطحين وأجور العمال التي أقرتها الحكومة التركية مؤخراً ببداية 2018.
فيما جاء الرد من المطالبين بالمقاطعة أن جميع العاملين في المخابز السورية هم سوريون، والنسبة الأعظم منهم غير مسجلين لدى الحكومة التركية، ولم يستحصلوا لهم على إذن عمل، وبالتالي لا يوجد ضرائب ولا تأمين صحي ولا حد أدنى للراتب، مهددين برفع سقف مطالبهم وإيصال الأمر للقضاء.
وقال “أبو عبدو” أحد سكان مدينة غازي عنتاب والمقيم في تركيا منذ ست سنوات لـ “حرية برس”، أن ما يحصل اليوم في غازي عنتاب هو نقل الفساد الذين كان يسيطر على الداخل السوري إلى تركيا، فقد ارتفعت معظم البضائع السورية وليس الخبز فقط، وأضاف أن السلع السورية ليست بالجودة الحقيقية مقارنةً بمعامل سوريا سابقاً، إلا أن السوريين لازالوا يعتقدون أنها الاصلية نظراً لأنها تحمل نفس أسماء السلع في الداخل السوري.
فيما أكدت “أم صالح” لـ “حرية برس” أن الارتفاع لم يكن فقط على الخبز، إنما طال جميع البضائع السورية، بدءاً من الدخان الذي يقال “المهرب” إلى الأرز والزيت وغيرها، مشيرة إلى كيلو أرز الكبسة الذي كانت تشتريه بـ 6 ليرات تركية، يباع اليوم بـ9 ليرات، علماً أنه يحمل نفس الاسم ويتبع لنفس المعمل، وينطبق الأمر على المناديل الورقية وصلصة البندورة والزيت “البلدي” الذي يبلغ سعر التنكة منه 100 ليرة، وتصدر إلى بقية الولايات لتباع بـ 150 أو 200 ليرة.
وذكرت “أم صالح” أن سعر تنكة زيت القطن أو زيت دوار الشمس، نفس سعر تنكة الزيت الذي يباع على أنه “بلدي”، لكن الفرق باللون الناتج عن الأصبغة، مضيفةً أنه لا يوجد زيت بلدي لا في غازي عنتاب ولا بغيرها من المدن، وكل الزيوت عبارة عن زيوت عادية مضاف إليها الأصبغة، مبينةً أن الزيت البلدي الأصلي التركي يباع بسعر يصل إلى 300 ليرة وما فوق.
حديث الشارع في غازي عنتاب اليوم يؤكد أن مأساة السوريين لن تنتهي مالم يتم ملاحقة الفاسدين من قبل الحكومة التركية، ومراقبة جميع السلع السورية المصنوعة في تركيا، التي يصنع منها الكثير خلسةً دون أي رقابة، من حيث الجودة والاسم والتصنيف، فما يسمى اليوم نخب أول هو أقرب للنخب الثالث أو الرابع مقارنةً بالمعامل داخل سوريا سابقاً.
Sorry Comments are closed