حمص – حرية برس:
يعاني حوالي 75 ألف شخص و25 ألف نازح في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، من نقص حاد بمادة الطحين، بسبب الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة له.
وعلى ضوء ذلك أطلق المجلس المحلي في مدينة تلبيسة وريفها، نداء استغاثة، لكافة المنظمات الإغاثية و الإنسانية، لدعم سكان القرية بمادة الخبز، نظراً لعجز المجلس عن توفير ربطة الخبز للأهالي بالسعر المدعوم.
وحذر المجلس من حدوث كارثة إنسانية “لأكثر من 75 ألف نسمة يقطنون المدينة”، مشيراً إلى أن ضعف الإمكانيات لدى المجلس على تحمل الأعباء المالية لإنتاج المادة التي تعد من الأساسيات لقوت المدنيين”.
كما ناشد البيان الجمعيات والمنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني بمد يد العون وتقديم المساعدة اللازمة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين”.
وقال رئيس المجلس المحلي في مدينة تلبيسة، المهندس ” نضال دير بعلباوي” في تصريح خاص لحرية برس إن “معاناة الأهالي تزداد مع فقدان مادة الطحين، باعتبارها مادة رئيسية وضرورية للعيش”، مشيراً إلى أنه “نظراً لقلة الإمكانيات لدى المجلس وغلاء أسعار الطحين ومادة الديزل بسبب الحصار الخانق والاحتياجات الكبيرة لمادة الخبز لدى المواطنين، أصبح المجلس المحلي في مدينة تلبيسة عاجزاً عن تأمين هذه المتطلبات للمواطنين وبالأخص تأمين مادة الخبز”.
وقال “أبو ياسين قيسون”، رئيس لجنة الخبز في مدينة تلبيسة، ” أن بسبب انعدام الدعم لدى المجلس المحلي لمدينة تلبيسة، تتفاقم أزمة تامين مادة الخبز المادة المهمة والأساسية للأهالي”.
وعزا “قيسون” تفاقم الأزمة لارتفاع الأسعار، وعجز الأهالي عن تأمين مادة الخبز الغير مدعوم، لتقاعس وعدول المنظمات والهيئات الإغاثية عن دعم هذه المادة على وجه الخصوص، بما فيها المنظمات الكبيرة لأسباب لا يعلمها محلي المدينة، في حين تقوم بعض المنظمات بدعم مشاريع كبيرة، وتتجاهل أهمية دعم مادة الخبز”.
وتابع “قيسون”، قائلاً : ” كل هذا يأتي من تداعيات الحصار المفروض على منطقة ريف حمص الشمالي، كما تسببت سنوات الحصار الطويلة، بفقدان كافة فرص العمل لدى المواطنين ما يزيد من صعوبة الوضع المعيشي، في حين بات القليل من الأهالي يعتمدون على مجال الزراعة وتربية المواشي إلا ان الوضع المعيشي مأساوي بسبب ظروف الحصار”.
ولفت إلى أن “انقطاع مادة الخبز ستتسبب بكارثة إنسانية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، حيث أنها القوت الأساسي لدى الناس وجميع العائلات تستخدمه كمادة غذائية اولية”.
وأردف “يتعامل المكتب الإغاثي مع العجز بتوجيه نداءات استغاثة لجميع المنظمات والجمعيات الإغاثية، ولكل من يستطيع تقديم شيء بخصوص مجال الإغاثة”، منوهاً إلى أن المكتب الإغاثي يضطر وفي كثير من الأحيان لاستقراض مادة الطحين، من التجار، لتعويض النقص الحاد، ومن أجل تقديم الخبز للأهالي، إلا أن هذا يحصل على فترات متباعدة على أمل الحصول على الدعم لاحقاً من الجهات المعنية بالأمر”.
وعن حتياجات المكتب الإغاثي أكد ” ان الاحتياج الأول هو تأمين مادة الخبز ويأتي بعده المواد الغذائية الاخرى، فيما يحتاج الأهالي لتوفير فرص عمل من خلال إقامة مشاريع زراعية وحيوانية بالدرجة الأولى، حيث أن الريف الشمالي لحمص يعتبر منطقة زراعية بامتياز لكنها بحاجة لتقديم الدعم ليستطيع الناس العمل في هذا المجال”.
يشار إلى أن سياسة التجويع ضد المدنيين ليست حديثة العهد في مناطق شمال حمص، حيث أن قوات الأسد تقصف الأفران بشكل مباشر و ممنهج، و هذا ما شهدته عدة مدن و بلدات في ريف حمص الشمالي مثل بلدة تير معلة و مدينتي ” تلبيسة ” و ” الرستن “.
كما أن مدينة تلبيسة وريفها حُرمت منذ ما يقارب الـ 6 سنوات من مستحقاتها من مادة الطحين بعد الحصار الخانق الذي فرض عليها من قبل قوات النظام وهو ما دعى لتشكيل مجلس محلي و أخر لإدارة الأحياء و لجنة للخبز مختصة بتسيير أمور الأفران واستجلاب الدعم من قبل بعض المغتربين من أبناء المدينة وبعض المنظمات الخيرية على قلتها”.
يأتي هذا مع استمرار اغلاق قوات الأسد للمعابر الرئيسية للريف الشمالي لحمص، أمام حركة المواد الغذائية و مادة الطحين والسلع الأساسية من مدينة حمص إلى مدن و بلدات الريف الشمالي المحاصر، تزامناً مع أعتماد الأهالي على مادتي البرغل و الأرز المتوفرة حالياً بنسبة قليلة، وذلك في ظل النقص الحاد بمادة الطحين”.
عذراً التعليقات مغلقة