جمود وهلع في مناطق “الإدارة الذاتية” بمدينة حلب

فريق التحرير9 يناير 2018Last Update :
حي الشيخ مقصود في حلب الخاضع لسيطرة ما يسمى “الإدارة الذاتية” وتظهر الصور قلة الحركة في الشوارع بعد الاتفاق الأخير مع نظام الأسد، عدسة زياد عدوان، حرية برس©

زياد عدوان – حلب – حرية برس:

تعيش مناطق سيطرة ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” أو ما يسمى مناطق “الإدارة الذاتية” في مدينة حلب حالة من الجمود وقلة الحركة في الشوارع وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على الاتفاق الذي تم عقده بين ممثلين عن نظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي يسيطر على عدة أحياء في مدينة حلب وأهمها حي الشيخ مقصود الذي يتمتع بمركز استراتيجي حيث يشرف على مدخل حلب الشمالي ويتصل مع مركز محافظة حلب.

شاهد أيضاً: مشاهد بكاميرا “حرية برس” من داخل أحياء حلب المحتلة الخاضعة لسيطرة مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية

ومع مرور أكثر من عشرين يوماً على الاتفاق، تعيش تلك الأحياء الخاضعة لسيطرة المليشيات الكردية حالة من الجمود والترقب خوفا من قيام عناصر الشبيحة والمخابرات بشن حملات دهم واعتقالات بحق شبان تلك الأحياء والمطلوبين منهم.

ولكن قياديين من PYD أكدوا خلال اجتماعهم بأهالي الأحياء الخاضعة لسيطرتهم أن بنود الاتفاق الذي تم عقده مع النظام، تضمن رفع علم نظام الأسد فوق المدارس وعند مداخل ومخارج الأحياء الخاضعة لسيطرتهم ودخول القطاعات الحكومية الخدمية وغيرها من الأمور التي تخدم مصالح المدنيين، مؤكدين على عدم قيام أجهزة الأمن والمخابرات التابعة للنظام بشن حملات دهم واعتقالات قد تطال المدنيين وخصوصا الشبان والرجال المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

ولكن هذه الهواجس والمخاوف لدى المدنيين لم تنحسر بل ازادت بعد دخول عدة سيارات تابعة لميليشيا “لواء القدس” إلى تلك الأحياء، لتتجول دون القيام بأي أعمال غير موجودة ضمن الاتفاقية التي جعلت مدنيي الأحياء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية يستاؤون من الاتفاق الذي يعتبرونه غير مناسب وليس له أي أساس من الصحة، لأن الخدمات التي سيقدمها نظام الأسد سيكون لها مقابل وهو شن حملات أمنية لتنفيذ اعتقالات واسعة بحق المدنيين وسوق الشبان والرجال إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية واعتقال كل المطلوبين الذي كانت تربطهم علاقات بكتائب الثوار خلال سيطرتهم على الأحياء القسم الشرقي وأجزاء واسعة من القسم الجنوبي لمدينة حلب.

وعلى ضوء ذلك غادر العديد من المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب، خصوصاً بعد قيام نظام الأسد برفع أعلامه فوق المدارس وعند مداخل ومخارج الأحياء، وأغلقت العديد من المحال التجارية، وتمكن العشرات من الشبان والرجال من الهرب من تلك الأحياء بعد دفع مبالغ مالية كبيرة خوفاً من أن يتم اعتقالهم وزجهم في جبهات القتال، كما غادر بعض المدنيين الذين وصلوا من مدينة عفرين إلى الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية وعادوا إلى مدينة عفرين بعد عدة أيام من وصولهم إلى مدينة حلب.

حي الشيخ مقصود في حلب الخاضع لسيطرة ما يسمى “الإدارة الذاتية” وتظهر الصور قلة الحركة في الشوارع بعد الاتفاق الأخير مع نظام الأسد، عدسة زياد عدوان، حرية برس©

فيما تراجعت حركة المدنيين في الأسواق، لا سيما قبل نهاية العام الماضي بعشرة أيام وحتى اليوم الجمعة الخامس من شهر يناير الجاري، فقد شهدت تلك الأحياء حركة خروج لمدنيين باتجاه الشمال السوري، كما أن العديد من أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محلاتهم وذلك بسبب قلة الحركة وتراجع حركة البيع والشراء.

وعبر العديد من المدنيين في هذه الأحياء عن غضبهم بسبب هذا الاتفاق الذي اعتبروه سيجر الويلات للمدنيين في الأحياء التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، وقال أحد المدنيين في حي الشيخ فارس خلال حديثه لحرية برس “هذا الاتفاق لن يجلب سوى المضرة للمدنيين لأن النظام ليس له عهد ولا يستطيع أحد أن يثق به وخاصة أن المصالحات التي يقوم بعقدها يقول انه لن يعتقل أحد ولن يقوم بمضايقة المدنيين ولن يكون هناك أي تواجد لعناصره فقط سيكون هناك مخفر لحفظ الأمن ولكن بعد ذلك كل شيء يتغير”.

ونوهت روجين حسو إلى أن “هذا الاتفاق جعل الأحياء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في مدينة حلب تعود للسابق حيث أن الكثيرين من أصحاب المحلات أغلقوا محلاتهم وهربوا خوفاً من السلبيات التي سوف تظهر بعد هذا الاتفاق، وأضافت في حديثها لحرية برس “كان كلام القياديين في حزب الاتحاد الديمقراطي معسولاً وأكدوا عدة مرات أن النظام وميليشياته لن يدخلوا إلى أحيائنا ولكننا تفاجئنا بغير هذا الكلام الذي جعل المدنيين يتخوفون من المجهول والقادم الذي ربما يكون كارثة، حيث ستبدأ الاعتقالات والمداهمات ويدخل عناصر الشبيحة والميليشيات إلى أحيائنا ليعيثوا فيها فسادا، ولكن بعض المدنيين استطاعوا الخروج من أحياء الهلك والشيخ فارس وبعيدين وبستان الباشا والشيخ مقصود وهربوا إلى مدينة عفرين بعد دفع مبالغ مالية كبيرة جدا خوفا من المجهول الذي أصبحنا لا نعرفه بسبب تهور القائمين على هذا الاتفاق”.

وشهدت الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” انحساراً في أعداد المحلات التجارية والغذائية فضلاً عن قيام بعض أصحاب محلات بيع الألبسة بإغلاق محلاتهم والخروج تلك الأحياء متوجهين إلى الشمال السوري وخصوصاً إلى مناطق سيطرة كتائب الثوار في ريف حلب الشمالي.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل