شح الدعم ودمار المدارس يقوّض عملية التعليم في ريف حمص

فريق التحرير9 يناير 2018Last Update :
أدى قصف قوات الأسد لخروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة في ريف حمص الشمالي ـ عدسة سليمان طه

حمص ـ حرية برس:

يعاني القطاع التعليمي في جميع مدن وبلدات ريف حمص الشمالي من تداعيات الحصار المفروض من قبل قوات الأسد على المنطقة، بالإضافة لانقطاع الدعم بشكل كامل عن المجال.

وقال “ماجد درويش” رئيس المكتب التعليمي التابع لمجلس مدينة تلبيسة المحلي، خلال تصريح خاص لـ “حرية برس”، ” أن أهم معوقات التعليم في ريف حمص الشمالي، الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة منذ سنوات، وشبه الانعدام للدعم المادي واللوجستي لقطاع التعليم، بالأضافة لخروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة، بسبب القصف الجوي والمدفعي على المدينة، مما أدى لدمار كبير في البنية التحتية لقطاع التعليم وتغيب الطلاب عن المدارس بشكل متكرر أثناء حملات القصف على المنطقة”.

بدوره أكد أن المكتب التعليمي في المجلس المحلي في مدينة تلبيسة وريفها يعمل جاهداً على تأمين كافة مستلزمات و احتياجات المدارس بالتنسيق مع الجمعيات والمنظمات التعليمية و الإغاثية في الداخل والخارج ومع الهيئات و المؤسسات المحلية.

وعزا “الدرويش” هذه الأضرار التي يعاني منها المجال التعليمي لضعف دعم القطاع التعليمي وشبه انقطاعه نحن في المكتب التعليمي نسعى دائما لتحصيل الدعم المالي و اللوجستي من خلال حملات تبرع من الاهالي ومن بعض الفعاليات والجمعيات رغم قلة هذه التبرعات لتأمين وسائل ومستلزمات التعليم ونعمل بكامل جهدنا على إيصال واقع معاناة قطاع التعليم لكل العالم بكافة الوسائل المتاحة.

وتابع قائلاً : “يعاني المجال التعليمي من مشاكل عدة بدءاً من عدم الاعتراف بها، وصولاً إلى تدمير نظام الأسد المدارس، حيث خرجت معظمها عن الخدمة بسبب القصف المكثف على المدينة، يأتي ذلك مع ازدياد أعداد الطلاب هذا العام اضطررنا لإنشاء مدارس ميدانية ضمن المنازل اضافة لبعض المدارس المتضررة جزئياً نتيجة القصف والتي قام المجلس المحلي بترميمها بشكل اسعافي ضمن الامكانيات البسيطة و المحدودة المتوفرة لديه، و اسفر ذلك عن تخفيف تجمعات الطلاب وذلك حفاظاً على و سلامتهم التي طالما كانت هدفاً لنيران قوات النظام”.

في حين أن القطاع التعليمي يحتاج لعدة متطلبات ومقومات ليستطيع النهوض مجدداً بالحركة التعليمية وإيصالها للمستوى المطلوب، ومن أهم هذه المتطلبات، المساهمة في إعادة إعمار وترميم الأبنية المدرسية المهدمة كلياً و جزئياً، وتوفير الدعم اللوجستي للمدارس من قرطاسية وطباعة و تدفئة و مقاعد وأثاث مدرسي، وتأمين الكتب المدرسية لكافة المراحل الدراسية، وتوفير رواتب المدرسين الذين لم يتوانوا عن تعليم أبنائنا تطوعاً، دون اي مقابل مادي، و مساعدتهم للاستمرار بعملهم.

وذكر “درويش”، ” أن تراجع المستوى التعليمي بشكل كبير مما يشكل خطراً كبيراً على المستقبل العلمي لجيل كامل، وساهم في ذلك تدمير البنية التحتية لقطاع التعليم بشكل شبه كامل، ونقص الكادر التدريسي وخاصة في المواد الأختصاصية، وقلة ساعات التدريس للطلاب والذي يعود سببه لشدة القصف المستمر على المدينة”.

وعن فعاليات المكتب التعليمي قال “درويش”، نقوم بإحصاءات مستمرة تتضمن أعداد الطلاب والمستلزمات والاحتياجات المتجددة لكافة المدارس، وكذلك قمنا بتجهيز دراسات لمشاريع تعليمية متكاملة ودراسات أخرى لمشاريع إعادة إعمار وترميم البنية التحتية لقطاع التعليم، وذلك بالتعاون مع المكتب الخدمي ومكتب الدراسات في المجلس اللذان بذلا جهوداً جبارة في تجهيز هذه الدراسات وبإمكانيات بسيطة.

وأضاف أن “هجرة الكثير من المدرسين لخارج سوريا لها سلبياتها أيضاً، و كذلك ازدياد نسبة تسرب الطلاب بأعداد كبيرة ومريبة، نتيجة الخوف من القصف وعدم المقدرة على استيعاب المدارس الميدانية في المنازل أعداد الطلاب، إلا أن أعداد الطلاب في تناقص والسبب في ذلك هو القصف المستمر من قبل النظام، مما دفع كثيرين للامتناع عن إرسال أطفالهم للمدراس خوفا على حياتهم”.

بينما قام المكتب التعليمي بإنشاء مدارس ميدانية في بعض المنازل، مما شكل عبء كبير على المجلس في دفع أجور هذه المنازل مع العلم أن المجلس إمكانياته المالية ضعيفة جداً وشبه معدومة، دون تقديم الدعم من أي جهة كانت منذ عدة سنوات، حيث يعمل الموظفين في المجلس بشكل تطوعي دون أي مقابل مادي.

وقال رئيس المجلس المحلي المهندس ” نضال ديربعلباوي ” خلال تصريح خاص لـ “حرية برس”، “أن المجلس المحلي يمتلك كوادر مؤهلة وذات خبرة تعمل في جميع المكاتب وتمتلك دراسات مشاريع تشمل كافة المجالات وقادرة على تنفيذ أي مشروع على الأرض ولكن المجلس يفتقر للدعم وضعف الامكانيات منذ أعوام عدة”.

ونوه ” نضال” قائلاً : “نحن في المجلس المحلي نعمل على تقديم الخدمات للقطاع التعليمي، و لكن دعمنا محدود و نحاول أن نركز على قطاع التعليم في تقدير الاحتياجات للمدينة لكي نتفادى نقص المشاريع التعليمية في العام القادم”.

يُذكر أن ريف حمص الشمالي يفتقد لأبسط مقومات الحياة وفي قرى هذا الريف الذي تحيط به قوات تحاصره من كل الجهات يبقى التعليم أكثر المجالات تضرراً بسبب الحصار الخانق المفروض منذ عليه سنوات، يضاف إلى ذلك الأحوال الإنسانية السيئة التي يعانيها المدنيون فيه.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل