في ظل غموض مصير مؤتمر سوتشي الذي دعت روسيا لعقده في محاولة منها للاستفراد بملف القضية السورية، وعدم حصول اي تقدم جدي في مسارات التفاوض (جنيف – أستانة)، ينشط وفد هيئة التفاوض السورية الذي انبثق عن اجتماع قوى وشخصيات معارضة سورية في الرياض قبل شهرين، في حراك سياسي يهدف لحشد الدعم العربي والدولي لموقف المعارضة السورية بعد تعنت نظام الأسد وحلفائه في جولة جنيف الأخيرة، وعدم حصول أي تقدم في ملف المعتقلين.
“حرية برس” التقى عبد الإله فهد عضو هيئة التفاوض السورية، للوقوف على عدة نقاط تهم السوريين في المرحلة الحالية التي تشهد فتوراً دولياً وعربياً تجاه الملف السوري بينما يشهد الميدان تصعيداً كبيراً من قبل قوات نظام الأسد وحلفائه على جبهات الغوطة وريف إدلب وحماه، وكان الحوار التالي:
* كيف تقيم عمل هيئة التفاوض السورية حالياً، ماذا حقّقت، وما الأعمال التي تطمح اليها الهيئة؟!
– في البداية أودّ التذكير بأنّ عمر الهيئة الفعلي شهر ونيف، والأجواء داخل الهيئة بين المكوّنات بشكل عام إيجابية، وقد أنهت الهيئة ورقة الهيكلية واللوائح الناظمة بناءً على أوراق الهيئة السابقة، وقد شكّلت لجان لسلال التفاوض الأربعة (الحكم الانتقالي – العملية الدستورية – العملية الانتخابية – الأمن والإرهاب) واللجان تقوم بعملها استعداداً لجولة المفاوضات القادمة في جنيف.
* أنتهت جولة جنيف الثامنة دون أي تقدم.. وكذلك مباحثات أستانة في جولتها الثامنة، وناشطو الثورة لا يعتقدون بجدوى هذه المفاوضات، فما توقعاتك للجولة القادمة؟
– لم تحقق جولة جنيف الأخيرة نتائج تذكر لأن وفد نظام الأسد كما تعلمون لم يقبل الدخول في المفاوضات لأسباب وذرائع غير مقبولة، والواجب على الأمم المتحدة الضغط عليه للدخول في المفاوضات. أمّا الهدف الأساسي من محادثات أستانة فهو الوصول إلى اتفاق خفض التصعيد .. وخروقات نظام الأسد وروسيا، تهدد اتفاق خفض التصعيد بالانهيار.
* تابعنا جميعاً الرفض القاطع من قبل قوى الثورة والمعارضة لمؤتمر سوتشي؟ كيف تنظرون لذلك الرفض؟ وما توقعاتكم لذاك المؤتمر؟
– مؤتمر سوتشي يشوبه الغموض لعدم وجود أيّة معلومات رسمية من ناحية والتصريحات الروسيّة غير المسؤولة من ناحية ثانية، والخلافات الدولية حول المؤتمر تجعل هذا المؤتمر في مهبّ الريح … وقد أكدت أغلب الفعاليات الثورية والعسكرية والسياسية مقاطعته.
* قام وفد الهيئة الحالية بجولة عربية ودولية بهدف بحث جهود الحل السياسي للقضية السورية ومسار جنيف التفاوضي… ما هي أبرز محطات هذه الجولة؟
– الزيارات التي قامت بها الهيئة مؤخراً هي: لقاء وزير الخارجية التركي، ووزير الخارجية السعودي، ووزير الخارجية الأردني، ووزير خارجية مصر، وأمين عام جامعة الدول العربية.
وخلال الأيام القادمة لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.
بينما الدعوة التي وجّهت للهيئة والمجدولة في وقت لاحق هي: لقاء وزير الخارجية الألماني، ووزير الخارجية البريطاني، ووزير الخارجية الفرنسي، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني.
* ماذا أنجزتم على صعيد ملف المعتقلين على مدى 8 جولات بجنيف وأستانة.. كون ملف المعتقلين الأبرز باهتمامات جمهور الثورة؟ وبما أن النظام متعنت بذلك الملف.. هل بدأتم بالبحث عن خطة بديلة حقوقية واعلامية وسياسية.. سوى انتظار الحل السياسي؟
– ملف المعتقلين هو ملف مهني، وقد تم تشكيل لجنة في اجتماع أستانة 8 وهي تعمل على الملف ضمن الاتفاق مع الدول الضامنة في أستانة.
وهناك منظمات ومؤسسات حقوقية تعمل على هذا الملف في الأمم المتحدة وفِي عدّة دول وقد تم رفع عدة دعاوي ضد النظام من خلال ملف “سيزر” وشهادات الكثير من المعتقلين الذين خرجوا من سجون نظام الأسد.
* معظم مؤيدي الثورة يعتقدون أن أعضاء منصة موسكو حلفاء ضمنيون للأسد ولخدمة بقاء نظامه، كيف قبلتم بوجودهم معكم في الهيئة؟ وما سبب ذلك القبول؟ ألا يعتبر ذلك تنازلاً تكبيراً أمام تضحيات السوريين؟
– منصة موسكو وقّعت على بيان مؤتمر الرياض والذي ينصّ على عملية انتقال سياسي عن طريق تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات ورؤيتها السياسيّة تتضمن تغير جذري وشامل وعميق للوصول إلى حلّ سياسي في سوريا.
* تتحدثون عن وفد موحد للمعارضة .. كيف موحد وفيه أعضاء يشكلون غالبية ويعتقدون بعدم أهمية رحيل الأسد وتفكيك نظامه؟
– الكلام عن وجود غالبية بهيئة التفاوض غير مهتمة برحيل الأسد لا أساس له من الصحّة أو الدقة.
* كيف تنظر للاحتجاجات الإيرانية وما انعكاساتها على سوريا وثورتها؟
– الاحتجاجات الشعبية الإيرانية محقّة والنظام الإيراني يتعامل مع هذه الاحتجاجات بالقتل والاعتقال كما الأنظمة الاستبدادية ولكن من المبكّر بناء استراتيجيات عليها.
عبد الإله فهد في سطور:
– مواليد حمص في العام 1970.
– أحد أبرز مؤسسي مشروع المجالس المحلية في سورية منذ بدايته في العام ٢٠١٢.
– ممثل المجلس المحلي لمحافظة حمص في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
– عضو سابق في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني وانتخب أميناً عاماً للائتلاف في العام ٢٠١٦.
- حوار: عائشة صبري
Sorry Comments are closed