طارق المليحان – درعا – حرية برس:
“أم حمزة” سيدة سورية من محافظة درعا، تعمل في الزراعة كي تعيل أولادها أطفالها وتؤمن حياتهم، بتثاقل وتعب تمضي أيامها، بعد أن زُفّ زوجها “أبو حمزة” في أولى قوافل الشهداء إثر إصابته في إحدى المعارك ضد قوات الأسد في مدينة درعا، ارتقى “أبو حمزة” شهيداً تاركاً خلفه زوجة وحيدة وخمسة أطفال، لم يمهله الموت حتى يرى سادسهم.
تروي “أم حمزة” بؤس سنواتٍ ثلاثٍ مضت، وما حملته لها من معاناة في سعيها لسرقة الحياة لأطفالها من بين فكيّ القدر وظلم قوات الأسد: “فقدت زوجي وفقدت معه الحياة ،لم يترك لي ما أعيل به أولادي سوى بعض الذكريات نعزّي أنفسنا بها، واسمه الذي حمله طفلنا الأخير وهو يبصر الحياة يتيماً”.
بعد أن أصبحت “أم حمزة” المعيل الوحيد لأطفالها، اتجهت للعمل في المشاريع الزراعية في القرى المجاورة، تمنّي النفس بأمل أن يكبر أولادها يوماً، ليحملوا عنها عناء الحياة، برغم أن عملها الشاق يحتاج إلى سواعد شابة وقوية، تعمل في قطاف المحاصيل الزراعية وفرزها، إضافة إلى مد شبكات المياه ورش المزروعات بالأسمدة والمبيدات الحشرية، وتعبئة المحصول في السيارات تجهيزاً لتسويقه.
امتهنت هذه الأعمال الشاقة لتعيش بكرامة، وما أن تنتهي من عملها حتى تعود إلى خيمتها لتبدأ جولةً شاقّة أخرى في إطعام أطفالها والإهتمام بهم، ليترك التعب بصمته في جسدها، حيث أصبحت تعاني آلاماً في الظهر والقدمين ومشاكل في التنفس وأمراضاً أخرى.
أم حمزة في رمزيتها واحدة من كثيرات صارعن الحياة والموت معاً، لنيل حياةٍ لا تُشبه الحياة في إمكانيات متواضعة بسيطة كخيمة وبعض الطعام والقليل من الحب!، فهي ضريبة أن تكون سورية، وزوجة رجل قتله الأسد ويتم أطفالها وجعلها تعيش في الماضي والذكريات،لا حاضر ولامستقبل.
عذراً التعليقات مغلقة