إسراء الرفاعي
يرى الصحفي الإسرائيلي “أفي إساشاروف” أن رئيس النظام السوري يشعر بالامتنان أكثر من ذي قبل للحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ويضيف في مقالته بصحيفة “ذا تايمز أوف اسرائيل”، أن “حزب الله والحرس الثوري الإيراني لا يوجد لديهم أي مصلحة في الحفاظ على الهدوء على الحدود الإسرائيلية”.
وقال ” أعاد إجلاء المئات من مقاتلي المعارضة السورية، من منطقة بيت جن الواقعة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، إسرائيل إلى وضعها القديم على الحدود، حيث أصبح جيش الأسد مرة أخرى على الحدود تماماً كما كان في عام 1967 حتى 2011″. مضيفاً ” لا يزال في الجولان بعض الجيوب المعارضة والمُبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية، أو كما يعرفون محلياً باسم جيش خالد بن الوليد”.
ويرى “إساشاروف” أن عليهم أن ينظرو لأبعد من عودة نظام الأسد للسيطرة شبه الكاملة على الحدود مع اسرائيل، فبقاء بعض الفصائل المعتدلة جنوب القنيطرة، من شأنه أن يحافظ على بعض التعاون النسبي مع اسرائيل أو ابقاء المتطرفين من الشيعة أو السنة محاصرين.
ويؤكد الصحفي الإسرائيلي أن الوجود المألوف لجيش نظام الأسد الملتزم بالقوانين، والذي يدرك الحاجة إلى إبقاء الأمور هادئة يبشّر بالاستقرار. لكن ذلك أمر ظاهري فقط، حيث أن رئيس النظام السوري قد أُجبر على مدى السنوات القليلة الماضية على التخلّي عن موطئ قدم تم منحه للميليشيات الشيعية العراقية، وحزب الله، والأهم من ذلك الحرس الثوري الإيراني. فقد كانوا طوق النجاة لنظامه من خلال تدخلهم، وهو مدين لهم فعلياً بحياته جسدياً وسياسياً. وسيكون “الأسد” مجبراً على منح الهلال الشيعي موطئ قدم في المنطقة الحدودية، وقد يفعل ذلك بكل سرور.
“إساشاروف” خبير في الشؤون العربية، وغطى للاعلام الصهيوني المكتوب والمسموع والمرئي الكثير من الأحداث الهامة في المنطقة العربية كالحرب على العراق بين 2003 و 2006 والإنتفاضة الفلسطينية الأولى، ويتكلم اللغة العربية بطلاقة، وصاحب كتاب (34 يوم _ قصة الحرب اللبنانية الثانية) الذي حصل على جائزة معهد الدراسات الاستراتيجية لاحتوائه على أفضل الأبحاث بما يخص الشؤون الأمنية في اسرائيل.
يعتقد “إساشاروف” أن “وجود حزب الله على الحدود ليس بالأمر الجديد”. ويرى أنه يعود لعدة سنوات، وأعطى مثالاً على استنتاجه ببلدة “حضر” الواقعة بجانب جبل الحرمون والتي يصفها بأنها معقل معروف لدعم نظام الأسد، فبالرغم من محاصرتها من قبل من وصفهم بـ “المتطرفين السنة” كان حزب الله يعمل على “بناء أرضية في هذه البلدة لشن هجمات ضد إسرائيل”، مشيراً للتقارير التي أفادت أن اسرائيل اغتالت عناصر الحزب في المنطقة مثل “جهاد مغنية” و”الجنرال الإيراني” الذي اغتيل في عام 2015،، وبالطبع “سمير القنطار” الذي اغتيل بالقرب من دمشق في عام 2015 أيضاً. مضيفاً أن التقارير أشارت إلى أن “هذه الاغتيالات قد نفّذتها إسرائيل وسط محاولات لإقامة قاعدة بالقرب من بلدة حضر لمهاجمة إسرائيل”.
ويرى “إساشاروف” أن “الحرس الثوري الإيراني ليس معنياً بالهدوء على الحدود”، وهو “أقل حذراً بكثير من نظام الأسد”، معتقداً أنهم “من الممكن أن يحاولوا بشكل حثيث زعزعة الاستقرار على الحدود، وذلك لمنع الحرب من الانتقال إلى لبنان بالإضافة إلى أسباب أخرى”.
ويشرح “إساشاروف” موقف موسكو وواشنطن، المتهاون في التعامل مع هذا الوجود، فواشنطن وموسكو “لا يعتقدون أن مقاتلو حزب الله الذين يرتدون لباس الجيش السوري، أو حتى المستشارين من الحرس الثوري الإيراني الذين يزورون الجبهات الأمامية بما فيها الحرمون السوري، بأنه تواجد كلاسيكي”. ويضيف “في الواقع قد يكون مقاتلو حزب الله و الحرس الثوري الإيراني موجودين حالياً في الحرمون السوري”.
يستشرف “إساشاروف” المستقبل، ويعتقد أن الأسد “سيحتاج في 2018 لمساعدة إيران وحزب الله لتحقيق الاستقرار في نظامه أكثر من أي وقت مضى”، معتقداً أن “الأسد قد يصبح دمية شيعية_ إيرانية”، ويرى أن الأسد “لا يملك الكثير ليكون متحمساً حيال الموضوع”، فـ “أعداؤه المعارضين لنظامه موجودين، وأصبحت سوريا بلد مفلس، مع مئات الآلاف من القتلى وملايين الجرحى، وبنى تحتية مدمّرة”.
ويختتم “إساشاروف” مقاله بأن لدى الأسد “شيء واحد مهم بالنسبة له، لقد نجا من الربيع العربي. هذا شيء لا يمكن أن يقوله الكثير من القادة الحاليين في العالم العربي. والبقاء على قيد الحياة هو اسم اللعبة للجميع”.
عذراً التعليقات مغلقة