حرية برس:
توسعت الاحتجاجات الشعبية الإيرانية اليوم الجمعة، وشملت مدناً إيرانية أخرى، في اليوم الثاني على إنطلاقها، ووصلت إلى طهران، بعد أن خرجت تظاهرات يوم أمس الخميس في عدة مدن إيرانية أهمها مدينة مشهد، المدينة المقدسة لدى الإيرانيين وثاني أكبر المدن الإيرانية، احتجاجاً على الغلاء والأوضاع الإقتصادية المتردية وسياسات الحكومة الخارجية، مطالبين بإيقاف محاولات التوسع والهيمنة التي تكلف الخزينة الإيرانية والشعب الإيراني والإتجاه نحو حل مشاكل وقضايا الداخل.
وانتشرت تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تعرض عدداً من المظاهرات في عدة مدن كبرى ومنها طهران. لقطات الفيديو – إن ثبتت صحتها – فستكون هذه الاحتجاجات هي الأكبر منذ انتفاضة 2009.
الاحتجاجات التي انطلقت يوم أمس وتوسعت اليوم الجمعة، وأطلقت عليها المعارضة الإيرانية اسم “انتفاضة لا للغلاء”، شاركت بها العديد من المدن الإيرانية مثل كرمانشاه، وقم، والأهواز، وأصفهان، وقوجان، وساري، وقائمشهر، وقزوين، ورشت، وزاهدان، وهمدان وخرم آباد، وسبزوار وبجنورد.
ونقل موقع منظمة مجاهدي خلق أن المتظاهرين رددوا شعارات “الموت لحزب الله”، “استح يا سيد علي واترك الحكم”، “أيها الإيراني الغيور، التحق بشعبك”، و”لا نريد جمهورية إسلامية، لا نريد لا نريد”، و”الشباب عاطل عن العمل، والملا جالس خلف طاولته” و”غادروا سوريا – فكروا فينا”، و”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”، و”الموت للدكتاتور”، “الشعب يستجدي والحكومة تتألّه”.
وحيّت السيدة مريم رجوي رئيسة تنظيم مجاهدي خلق، ورئيسة الجمهورية الإيرانية المنتخبة من قبل برلمان المنفى: وقالت إن الانتفاضة العارمة اليوم تمثل ناقوس إسقاط دكتاتورية الملالي الفاسدة تماماً، وبزوغ الديموقراطية والعدالة والسلطة الشعبية. وأضافت: لا مستقبل لنظام الملالي. الرهان عليه محكوم عليه بالفشل، وحان الوقت كي لا يربط المجتمع الدولي مصيره بهذا النظام، وأن يعترف بمقاومة الشعب الإيراني التي تعمل على إسقاطه.
من جهته وصف آية الله السيد أحمد علم الهدى في خطبة اليوم الجمعة في مدينة “مشهد” الإيرانية المقدسة مظاهرات الأمس “بالمحقة” وقال “إن مطالب الشعب في مواجهة الغلاء وتأمين متطلباتهم أمر محق دون التساؤل عن الأسباب”.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن آية الله علم الهدى وهو عضو مجلس خبراء القيادة في إيران طلبه من المسؤولين ” الاهتمام بمطالب الشعب تجنباً من استغلال هذه المطالب من قبل الأعداء”، محذراً من استمرار هذه التظاهرات قائلاً ” إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم، فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصوراً في إعلامهم، ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد”.
من جهته حذر اسحق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني من أن متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات، ونقل التلفزيون الإيراني عنه قوله “بعض الحوادث التي وقعت في البلاد (حصلت) بذريعة مشاكل اقتصادية، ولكن يبدو أن ثمة أمراً آخر خلفها”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن النائب الإيراني حميد غارمابي، الممثل لمدينة نيسابور القريبة من مدينة مشهد قوله “هناك أزمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية”.
وهو يشير لمؤسسات الإقراض التي انتشرت خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والتي أدت مع حدوث طفرة غير منضبطة في قطاع العقارات مترافقة مع التضخم والعقوبات الدولية إلى تراكم الديون وتخلف الكثير من البنوك وشركات الإقراض عن سداد الديون المستحقة عليها.
وحاولت حكومة روحاني الذي وصل إلى السلطة عام 2013 تنظيم القطاع المصرفي، فأغلقت ثلاثة من أكبر مؤسسات الإقراض غير المرخصة في البلاد مما تسبب بحدوث حالة من الغليان بين المواطنين المطالبين بأموالهم المودعة لدى تلك المؤسسات.
وكانت آخر الاحتجاجات السياسية في إيران قد خرجت عام 2009 عقب إعادة انتخاب الرئيس الايراني المتشدد محمود أحمدي نجاد، وقال منافسون إصلاحيون إن انتخابه كان مزوراً، حيث استمرت المظاهرات حوالي ثمانية أشهر، ومن النادر خروج مظاهرات سياسية في بلد محكوم بسلطة رجال الدين والمخابرات، لكن هناك تساهل في ما يتعلق بالمظاهرات المطلبية، كالمظاهرات العمالية على خلفية تسريح أو مظاهرات مطلبية أخرى.
Sorry Comments are closed