طارق المليحان ـ درعا ـ حرية برس:
“أم علي” سيدة من محافظة درعا تعرضت لحادث في أول سنة من الثورة، تسبب في كسر ساقها اليسرى، وبسبب الجهل وقلة العناية الطبية وقلة المستشفيات والأطباء في المناطق المحررة حينها، لجأ بها زوجها إلى أحد الأشخاص الذين يعالجون بواسطة -الطب العربي- ليجبر ساقها المكسورة ويعطيها بعض الأدوية والخلطات لتعالج بها ساقها بعد ربط مكان الإصابة جيداً.
تمر الأيام وساق “أم علي” تزداد سوءاً وألماً، وبعد عدة أشهر يكتشف طبيب كان يزور المنطقة صدفة حالتها بأن ساقها قد أصيبت بمرض “الغرغرينا” بسبب عدم تلقيها لعلاج حقيقي، وأدى إحكام ربط الخيط حول ساقها إلى نقص ترويه حاد ولايوجد حل سوى بتر الساق.
بترت ساق “أم علي” وتعافى مكان الجرح والتأم، لتعيش “أم علي” منذ ذلك الوقت بساق واحدة وعكاز تستند عليه بدل ساقها الحقيقية التي كان من الممكن إنقاذها فقط لو توفر مستشفى وطبيب مؤهل لمعالجة ساق مكسورة في ظروف الحرب.
تقوم “أم علي” بكل أعمال البيت رغم إعاقتها، ولكن بصعوبة كبيرة وإضافة إلى ذلك تقوم بجمع الحطب لتدرئ عنها وزوجها وأولادها البرد ولتستخدمها لطهو الطعام وإعداد الشاي.
تساعد “أم علي” زوجها الذي يخرج لعمله صباح كل يوم ولا يعود حتى المساء، فترعى الأغنام على قلة عددها وتقوم بحلبها وبيع حليبها.
تقول “أم علي” إن ماحدث لها هو قضاء الله وقدره فيها، ولكن ذلك غير حياتها بالكامل، وحتى أحلامها تبدلت فهي لم تعد لديها إلا حلم واحد فقط كما تقول، وهو أن تحصل على ساق اصطناعية تساعدها على المشي بشكل أفضل، ولتتخلص من ذلك العكاز.
“أم علي” ليست الشخص الوحيد الذي فقد طرفاً في هذه الحرب ولكن مايحزنها بأن حالتها لم تكن تستدعي البتر لو توفر لها مكان للعلاج فقط، ومايزيد الطين بله في حالتها، هو نزوحها وعائلتها مع ضعف الأوضاع المادية وبتر ساقها، وبقصتها المحزنة تأمل سماع المنظمات الإنسانية لصوتها وتقديم المساعدة لها.
عذراً التعليقات مغلقة