في الغوطة المحاصرة يموت الأطفال جوعاً لقلة الأغذية وارتفاع أسعارها الجنوني، بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الأسد على منطقة لطالما اشتهرت بكثرة خيراتها، وأصبحت بفعل الحصار عاجزة عن كفاية أبنائها.
وفي ظل التقسيم الحاصل بين كل من فيلق الرحمن وجيش الإسلام بعد اقتتالهما الأول منذ عام ونصف تقريباً، أصبح حصار الغوطة أشد وطأة مع اشتداد وتيرة المعارك في كل من جوبر وزملكا، وفشل جميع المفاوضات من أجل فتح معبر انساني يسمح بإدخال الطعام واخلاء المصابين، والذي ينص عليه اتفاق القاهرة، إلا أن نظام الأسد نسف جميع هذه الوعود والاتفاقيات.
وعلى الرغم من فتح معبر الوافدين لتاجر الغوطة الشرقية الشهير بـ”المنفوش” بالاتفاق مع جيش الإسلام، ترى الوضع الصحي في الغوطة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يزداد انتشار مرض سوء التغذية لا سيما بين الأطفال، تضج مواقع التواصل الاجتماعي بصور هؤلاء المساكين، إلا أنها لا تصل إلى مرأى قادة الحصار على ما يبدو.
يظهر قائد جيش الإسلام “أبي همام البويضاني” اليوم في معرض للتمور يعد هو الأول من نوعه في منطقة محاصرة، ضارباً بعرض الحائط كل ما سبق.
بعد عشرة أيام من إدخال البضائع والطحين وطرح الخبز بالأسواق، يمنع قائد جيش الإسلام إدخال أي رغيف للقطاع الأوسط بالغوطة الشرقية بحجة أن مدينة دوما لم تكتفي بعد من الخبز، مع أنه من المفترض توزيع الخبز ثلاث مرات أسبوعياً على أهالي الغوطة الشرقية، حيث يبلغ إنتاج فرن “المنفوش” يومياً بين 30 و 32 ألف ربطة من الخبز.
في حين تستقبل وحدات الرعاية والعناية المشددة في الغوطة الشرقية كل يوم طفلاً أو طفلين لديهم اختلاطات شديدة من سوء التغذية والتجفاف، وأغلب المرضى يعيشون تحت خط الفقر.
تعيش الغوطة الشرقية اليوم ضمن قطاعين: أوسط ودوما، ومعبر وحيد يسيطر عليه جيش الإسلام من منطقة مخيم الوافدين.
Sorry Comments are closed