تقاسم الألم..

فريق التحرير6 ديسمبر 2017آخر تحديث :
تعاني الغوطة الشرقية من حصار خانق تفرضه قوات الاسد ـ عدسة أمير أبو جواد

أمير أبو جواد ـ دمشق ـ حرية برس:

في منزل صغير في أحد الشوارع المحاصرة من الغوطة الشرقية، وبعد أن أجبرهم النزوح على ترك منزلهم وترك ذكرياتهم التي أحرقتها صواريخ الغدر، توجه أبو وائل ابن حي جوبر الدمشقي في الغوطة الشرقية إلى بلدة بيت سوى بعد مرور سبع سنوات على عمر الثورة السورية، سبع سنوات وأبو وائل مبعد عن عمله في شوارع دمشق حيث كان يبيع الذرة والشاي في أوقات مختلفة.

اليوم وبعد فقدانه عمله، وليطعم أطفاله الصغار، توجه إلى بقايا منزله المدمر في حيّه الدمشقي، عله يقتني شيئاً من مخلفات منزله ليبيعه ويطعم صغاره، لكن لعنة الحرب أفقدته يده اليمنى بقذيفة هاون كانت أسرع من أن يطعم صغاره، لم تكتمل الصورة هنا، فقدانه لعمله وفقدانه لذراعه الأيمن قسم لأطفاله الشؤم، عمله البسيط في جميع المخلفات وبيعها انتهى مع إنتهاء يده ليبقى منسياً كغيره من المئات الذين أصيبو بشظايا الحرب، لكن لقصة أبو وائل طابعاً خاصاً فمرضه وقهره لم يفارقه لتدور الأيام يوماً بعد يوم و أثناء لعب طفله الصغير إبن السنة ونصف داخل منزله، كانت قذيفة الغدر أيضا سباقه لتنهش قدم “أحمد” الطفل الأصغر لأبو وائل.

“أحمد” أصيب بقدمه فقد فخذ يمينه يعاني من عشرات المشكلات في التحرك، من إنتفاخ قدمه المصابة والمتأكلة والتي لم تضمر بسبب قلة الأغذية، تخبرنا أم وائل بأن طفلها أثناء دخوله للحمام لايستطيع الحركة يشعر بالبرد الدائم لعدم قدرة العائلة على تأمين حذاء طبي يلبسه في قدميه، “أحمد” من المفترض أن يكون طبيعياً كغيره من أبناء الغوطة الشرقية، لكن الفقر يمنعه من تناول الحليب والبيض والأغذية لنمو مافقده من قدمه، وأثناء المقابلات الطبية عبر الأطباء المختصون يوصفون الحال بأن “أحمد” يكون طبيعيا في حال اكتمل برنامجه الغذائي اللازم، اليوم وفي الغوطة الشرقية.

“أحمد” هو صورة مصغيرة عن عشرات الأطفال الذين يعانون الأمرين ويموتون في كل يوم عشرات المرات، ففي قلة الأغذية موت وفي ظل اعاقة والده وعدم قدرته على إطعام أطفاله موت، وفي ظل مرضه وألمه موت يتناساه العشرات من المؤسسات الإغاثية والمكاتب الخيرية.

يعيش ابو وائل مع أبنائه الثلاث وزوجته في منزل لايتجاوز الـ 60 متر، يدفع في كل شهر “3500 ل.س” آجاراً للبيت، يمنعه فقره وشلل يده من تأمين مياه الشرب والغسيل من البئر المجاور لمنزله، لعدم قدرته على شراء أو نقل المياه عبر الصهاريج، أبو وائل في ظل الحصار لم يطلب المال والدواء بقدر إلحاحه على تقديم اي عمل يستطيع القيام به من أجل إطعام أطفاله بشكل يومي  لعله يوفر لهم شيئاً حرموا منه منذأيام وسنين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل