“معسكر اعتقال” فيلم قصير يروي معاناة الحصار بالغوطة الشرقية

فريق التحرير6 ديسمبر 2017آخر تحديث :
إسراء الرفاعي
عدسة تيم السيوفي

إسراء الرفاعي – حرية برس:

أطلق الكاتب والصحفي السوري “جابر بكر” أمس الاثنين فيلماً قصيراً بعنوان “معسكر اعتقال الغوطة الشرقية”، وهو باكورة سلسلة أفلام قصيرة ومتوسطة قادمة تحاكي الظروف الإنسانية الصعبة في سوريا، وتحاول لفت العالم للإصغاء لصوت أطفال الحرب، واللجوء السالم تحت الأرض، وغيرها من الظروف القاهرة التي تعانيها تلك البقعة المحاصرة.

الفيلم مقتبس كفكرة وحوار من مقالة بعنوان “القهر المقارن” للكاتب السوري “أسامة نصار” ، حيث تحضر المقارنة ما بين الحصار والسجن و أوجه الموت في كليهما.

يعرض الفيلم مشاهد من الحياة اليومية في الغوطة الشرقية، والصعوبات التي تواجه السكان هناك، والأساليب التي اخترعوها لمقاومة الحصار والموت، في أسلوب واقعي يحاكي فكرة السجن في تفاصيله.

الفنان جابر بكر – مخرج فيلم معسكر اعتقال – الغوطة الشرقية

وفي حديثه مع “حرية برس” أشار مخرج الفيلم “جابر بكر” إلى أن الفيلم لم يحظى بأي تمويل خارجي، فالتمويل عادة يفرض تدخلاً بمضمون العمل، ووقتاً أطول في الإنتاج، في حين أن الحياة داخل سوريا لا تحتمل كل هذا الانتظار.

وأضاف “بكر” أن هذا العمل موجه للسوريين في الداخل وفي بلاد المهجر وبذات الوقت إلى العالم أجمع من عرب وأجانب، في محاولة للفت انتباه العالم إلى زاوية جديدة للأزمة الإنسانية التي تعيشها الغوطة الشرقية، بطريقة واقعية تقارن ما بين السجن والحصار هناك.

يحمل الفيلم رسائل قصيرة ومدروسة في كل مشهد فيه، ولم يعتمد مخرجه على مقاطع من الأرشيف، بل كانت معظم اللقطات لقطات حديثة تم تصويرها خلال 10 أيام من داخل الغوطة.

بدوره قال مصور الفيلم “تيم السيوفي” إن الفيلم في أسلوبه وجوهره لا يُشبه الصورة التي يتلقاها العالم عادة من خلال التقارير الإخبارية، التي تركز على صورة عامة للحياة في الغوطة من قصف وموت وأطفال تأكل من القمامة، بل إن الفيلم بكل تفصيل فيه هو صورة حقيقية صامتة.

برز أسلوب “تيم السيوفي” الاحترافي من خلال تصويره للمشاهد بطريقة عفوية تلامس تفاصيل خاصة لا يعرضها الإعلام للمشاهد .. ففي بداية الفيلم يُعرض مشهد قطة أفزعها صوت القصف، ويظهر أيضاً رجل طاعنٌ في السن على شباك منزله المدمر، وكأنه سجين في زنزانة.

“السيوفي” علق على سبب اختياره تصوير اللقطات بهذه الطريقة بأن هدفه كان أن يعرض المعاناة الكامنة ما بين السطور بعيداً عن الانحدار إلى الأسلوب المادي في الشكوى واستجداء المساعدة.. ففي تجاعيد وجه ذلك الرجل المسن الذي في الواقع فقد ثلاثين شخصاً من عائلته في مجازر الكيماوي وغيرها تكمن الكثير من الحكايا، وهنا كانت مهمته بأن ينقل المشاهد إلى داخل الغوطة.

وأضاف صوت ليندا بلال لمسة فنية للفيلم، فقد كان صوتها يتدفق وهي تقرأ التقرير بهدوء وسلاسة، حاملاً معه قهر المعاناة، قهر الحصار، وفي الخلفية يتهادى صوت العود حاملاً أحزان الشعب المحاصر.

“في كل مرة كنت أشاهد الفيلم كان ينتابني الذهول”، كتب أحد المعلقين على اليوتيوب، ضمن ردود الفعل الاولية على الفيلم، مؤكداً أنه شاهده ثلاث مرات.

آثار الدمار، شكل أظافر الرجل المدخن، وسائل الحياة البديلة، جميعها كانت عناوين لمآسي أضخم من أن يستطيع عقل انسان أن يستوعب بشاعتها.. لقد أخذني هذا العمل في مد وجزر بين الحزن والدهشة.

لكن برغم أن المشهد مؤلم، والحرب مازالت قائمة، إلا أن النور المنعكس من وجه ذلك الطفل الذي كان يشرب الماء بيده قد طغى على سواد المشهد وظل الموت.

ختم مخرج العمل “جابر بكر” حديثه قائلاً: “معسكر اعتقال الغوطة الشرقية، هو محاولة في القهر المقارن لنفهم ما نحن عليه اليوم”.

رابط فيديومعسكر اعتقال – الغوطة الشرقية – فيلم قصير للمخرج جابر بكر

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل