أنس علاوي – حرية برس:
يعرف العمل في الأسود في ألمانيا أو كما يسمى Schwarz arbeiten in Deutschland بأنه العمل الذي يتم دون علم الحكومة الألمانية ودون أوراق رسمية بين العامل وصاحب العمل، ولا حتى تأمين للعامل، وله مخاطر عديدة.
ويتغاضى الكثير من اللاجئين السوريين عن هذا المخاطر سعياً للحصول على الأموال دون الحاجة لدفع الضريبة، وبنفس الوقت الاستفادة من الخدمات التي تقدمها لهم الدولة عن طريق مركز العمل (جوب سنتر).
لا يمكن أن نقول أن هذا العمل يشبه العمل القانوني، لأن العامل وصاحب العمل يعيشون على الخوف من الشكاوى أو من الحملات التفتيشية الذي تداهم المحال التجارية من فترة لأخرى، وبذلك يبقى العامل تحت ضغظ التهديد من صاحب العمل ويبقى معرضاً للإذلال والتعب النفسي نتيجة عمله في السوق الاسود أو كما يتداوله البعض (الأسود)، مخالفاً قانون العمل الألماني والعمل دون عقد مبرم مع صاحب العمل ودون أي التزام قانوني.
ولا تقتصر هذه المخاطر على العامل فقط، بل تتعداه لصاحب العمل أيضاً، وتوجد مخاطر عديدة للعمل بالأسود على العامل منها غرامات مالية على العامل تصل إلى 5000 يورو في حال كان لاجئ و 10000 يورو لصاحب الاقامة الدائمة، وتصل مخالفة العمل إلى حد السجن، ولا تقتصر العقوبات على الغرامة والسجن، بل تتعداها ليضاف نقاط سوداء داخل ملفه، والتي يواجهها أثناء التقديم للحصول على الإقامة للدائمة أو الجنسية وإذا كان حاصل على حماية مؤقتة أيضاً يواجه صعوبات أثناء التقديم على اقامة الثلاث سنوات.
بالإضافة لما سبق، فإن العامل يحصل على نقطة سوداء في ملفه الذي يتم طلبه حين التقدم على التوظيف بالابيض مما يعيق الحصول على وظيفة بسبب تهربه من الضرائب سابقاً، وإن كان العامل قد وصل إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية ولا يحمل وثائق للبقاء في المانيا يتم ترحيله، وقد يمنع من دخول دول شنغن لمدة تصل 5 سنوات.
مخاطر العمل بالأسود لا تتوقف فقط على العامل، بل تتعداها لصاحب العمل سواء أكان يحمل الجنسية الألمانية أم لا، حيث يغرم بمبالغ تصل إلى مئات الآلاف من اليوروهات، ويتحمل أيضاً نفقات ترحيل العامل إلى بلده الأم إذا لم يكن يملك أوراق ثبوتية.
عذراً التعليقات مغلقة