حرية برس:
وجّه عشرات السوريين من سياسيين وناشطين وأكاديميين وهيئات ثورية ومدنية، اليوم الإثنين، بياناً إلى المدعوين إلى مؤتمر توسيع المعارضة السورية في الرياض المزمع عقده بعد يومين، طالبوا فيه المدعوين أن يكونوا على مستوى طموحات وتضحيات شعبهم، ويواجهوا الضغوط التي تمارس عليهم من مختلف القوى أياً كانت.
وجاء في البيان الذي وصلت حرية برس نسخة منه: اقتضت التوازنات الدولية والإقليمية أن تَدفع المعارضة وقوى الثورة إلى عقد مؤتمر جديد بحجة توحيدها، وهي الذريعة التي يرددها المجتمع الدولي منذ انطلاق ثورة السوريين المباركة في آذار من عام 2011، بهدف تطويع المعارضة وإجهاض تطلعات السوريين.
لقد بذل السوريون في ثورتهم الغالي والنفيس بصبر وثبات لإسترجاع الحرية والكرامة، وحريٌّ أن يكون ذلك بوصلة لكل من يتصدر تمثيلهم، وفي هذا المؤتمر الذي قدر لكم أن تكونوا فيه موضع تمثيل السوريين في مرحلة مفصلية من تاريخ ثورتنا وشعبنا، فإننا واستناداً إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم، نطالبكم بالإلتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليكم تضحيات السوريين وعذاباتهم.
وإذ نؤكد ذلك؛ فإننا نود أن نذكركم بثوابت أساسية لتحقيق مطالب الشعب السوري الثائر :
١- رحيل بشار الأسد وزمرته المجرمة مطلب ثابت، لا يجوز لأحد التراجع عنه أو الالتفاف عليه بالصمت، ولا يمكن القبول بأي دور له مع بدء المرحلة الانتقالية ولا فيما يليها، والالتزام بعملية الانتقال السياسي المستندة إلى المرجعية الأممية، والمتمثلة بهيئةٍ حاكمةٍ انتقاليةٍ ذات صلاحيات كاملة، تمارس كامل السلطات في الدولة وفق اعلان دستوري انتقالي، يصوغه السوريون، وتكون هي التعبير الوحيد للسيادة السورية وفق بيان جنيف١، والقرار ٢١١٨ لعام 2013 والقرارات الدولية ذات الصلة؛ وبيان مؤتمر الرياض الأول.
2- قضية المعتقلين والمغيبين قسرياً والمهجرين والمحاصرين هي التزام قانوني غير قابل للتفاوض، وعلى النظام تتفيذه فوراً وفقا للقرار 2254، ولا يمكن للعملية السياسية أن تنجح مالم يتم تتفيذ الفقرات 12و13و14 من القرار المذكور في بداية العملية التفاوضية.
3- استقلال القرار الوطني السوري له الاعتبار الأعلى، كونه الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات السوريين، وشرعية أي ممثل للسوريين تُستمد – بالدرجة الأولى- من عمق التزامه بمصلحة وطنه وشعبه وثورته. و إننا نطالبكم بشدة التمسك بهذا المعيار.
4- التأكيد على أن اجتثاث الوجود الإيراني الطائفي في سوريا، الذي يهدد استقرار بلادنا ودول المنطقة، لا يتحقق إلا بزوال نظام الأسد.
5- “منصة موسكو” هي منصة صنعتها روسيا الدولة المحتلة وحليفة نظام الأسد لاختراق المعارضة وتمزيق صفوفها، وأولى بها أن تكون في صف النظام، وإن قبولها بين صفوف المعارضة، وبشكل خاص في وفدها المفاوض، هو قبول لتمثيل النظام نفسه مع المعارضة وقوى الثورة، بهدف تحويل قوى الثورة إلى أقلية في الوفد المفاوض. إننا نحثكم بوضوح على رفض أي تمثيل لمنصة موسكو في الوفد المفاوض.
إننا نطالب من تمت دعوتهم لحضور “مؤتمر الرياض٢”، أن يكونوا على مستوى طموحات وتضحيات شعبهم، ويواجهوا الضغوط التي تمارس عليهم من مختلف القوى أياً كانت تلك القوى، بصمودِ وإصرارِ السوريين على أرضهم، والذي غدا مضرباً للمثل في العالم، ولا يبنوا خياراتهم وقراراتهم على معطيات آنية زائفة، ولا يقبلوا بأي مخرجات قد تنجم عن المؤتمر تتجاوز الثوابت آنفة الذكر.
إننا ننشد الحرية والسلام لشعبنا والإستقرار لبلدنا، وهذا لا يتحقق ورأس النظام وزمرته المجرمة يلعبون أي دور في المرحلة الإنتقالية أو في مستقبل سوريا، فمن ارتكب جريمة العصر من قتل وتهجير وإبادة بالسلاح الكيماوي ومختلف أنواع الأسلحة المحرمة، لا مكان له سوى في قاعات المحاكم، باعتبارها مقدمة لإستعادة اللحمة الوطنية وبناء سوريا المستقبل على أساس العدالة والكرامة.
Sorry Comments are closed