الغوطة الشرقية – حرية برس:
تعيش الغوطة الشرقية المحاصرة هذه الأيام في حالة أشبه بالقحط، نتيجة فقدان الأسواق الكثير من المنتجات التي كانت تتوافر في السابق، ويعتمد عليها عدد كبير من الأهالي في تغذية أطفالهم كبديل عن قطعة الحلوى أو الشوكولا، وقد باتت شبه معدومة بسبب الحصار وارتفاع أسعارها إن وجدت.
ومع ارتفاع أسعار السكر والزيت والطحين اضطرت أغلب معامل البسكويت الصغيرة ومحال الحلويات لإيقاف عملها، حتى “قمر الدين” الذي تشتهر الغوطة بصنعه، وهو حلوى الفقراء الذي يتم صنعه من المشمش، يصل سعر الكيلو غرام الواحد منه إلى 2800 ل.س، وقد بات من الصعب الحصول عليه مع فقدان المادة التي كان الأهالي يقومون بتخزينها في السابق.
تضطر الكثير من العائلات في الغوطة اليوم، إلى شراء “عرانيس” الذرة لأطفالها، كبديل عن البسكويت وقطع الحلوى وقمر الدين، حيث أصبحت الذرة مادة لتغذية الأطفال لرخص سعرها نسبة بباقي المواد المتوافرة في السوق.
وجبة رئيسية أيضاً
تتصدر الذرة موائد الفقراء كوجبة رئيسية، حيث لا تقوى الكثير من العائلات على شراء الخبز أو تنويع غذائها ضمن خيارات ضيقة أساساً.
أبو عبدو الحلبي، مواطن من الغوطة الشرقية، يعاني من البطالة في ظل الحصار وقد كان في السابق عامل بناء، يقول لحرية برس: أجبرت على شراء الذرة يومياً لتكون وجبة الفطور الرئيسية في الصباح، لي ولأولادي، حيث يبلغ سعر رغيف الخبز الواحد 250 ل.س، في حين أن العرنوس الواحد نستطيع شراءه ب100 أو 150 ل.س، حسب حجمه.
يناشد أبو عبدو في نهاية حديثه المنظمات الإنسانية للتدخل من أجل رفع الحصار وإنهاء المعاناة في الغوطة.
البديل المتوفر أوشك على الانتهاء
يقول أبو عامر، وهو صاحب عربة لبيع الذرة المسلوقة، لحرية برس: في السابق كنت أبيع حلة واحدة من الذرة، أما اليوم أحضر أربع أو خمس حلات وأبيعها كلها، هناك إقبال شديد من الأهالي في أوقات الفطور والغداء أيضاً، لقد وجدها المحاصرون والفقراء بديلاً جيداً كونها غنية بالبروتين، إلا أن هذا البديل مؤقت حيث اقترب موسم الذرة من نهايته.
تضيق الخيارات شيئاً فشيئاً أمام المحاصرين في الغوطة، موسم الذرة شارف على الانتهاء، والحصار قائم منذ سنوات، وازداد سوءاً مع سيطرة قوات الأسد على كثير من الأراضي الزراعية، وإغلاق الكثير من المنافذ التي كان يتم منها تهريب المواد الغذائية إلى داخل الحصار، أما المساعدات التي تسمح قوات الأسد كلّ عدة أشهر بإدخالها فهي بالكاد تكفي المحاصرين بضعة أيام.
- إعداد أمير أبو جواد – تحرير مالك الخولي
عذراً التعليقات مغلقة