محمود أبو المجد – ريف حمص الشمالي – حرية برس:
لا تزال أزمة غياب الدعم عن القطاع التعليمي في ريف حمص الشمالي تثير مخاوف الأهالي من إغلاق بات وشيكاً لمدارس تتيح لأبنائهم – على الأقل – فرصة عدم الانقطاع عن التعليم في المدارس “الميدانية”.
يوضح الأستاذ أسامة جوخدار، رئيس المجلس المحلي في بلدة كفرلاها، في حديث لحرية برس: أن العملية التعليمية في منطقة الحولة وفي بلدة كفرلاها التابعة لها، تواجه صعوبات تهدد بإغلاق هذه المدارس الميدانية التي أنشئت لتكون بديلاً مؤقتاً عن مدارس دمرت الكامل أو شبه كامل”.
وأضاف الجوخدار: “إن الصعوبة تكمن في قلة الدعم، و عدم قدرة الكادر التدريسي على مواجهة ظروف الحياة دون الحصول على أجر و لو بسيط ليعينهم لسد حاجتهم”.
وناشد الجوخدار كافة المنظمات المعنية بالشأن التعليمي لتحمل مسؤولياتها الكاملة، لمنع تدهور التعليم في الأيام المقبلة.
من جانبه قال الأستاذ وسيم القاسم، مدير مكتب التربية في المجلس المحلي في مدينة كفرلاها، لحرية برس: أن المجلس الموحد بمساندة من المجالس المحلية في منطقة الحولة “أسس عدة مدارس لسد الفجوة في قطاع التعليم، حيث أن المدارس الموجودة لا تحتمل العدد الكبير للتلاميذ، ونحاول استيعاب نحو 1500 طلاب لايتلقون التعليم في مدارس ودمجمهم مع الطلاب في مناطق الحولة”.
وعزا القاسم ذلك نظراً للأضرار الجسيمة التي تعرضت لها المدارس في منطقة الحولة، نتيجة القصف الممنهج و المتعمد من قوات الأسد، والذي طال البنية التحتية و منها المدارس، وجراء للأخطار و المخاوف التي تنتاب الأهالي على أبنائهم التلاميذ وهم في طريقهم إلى المدراس حيث أن معظمهم يعاني من اضرابات نفسية “مابعد الصدمة” بسبب الحرب والتي تحتاج لعلاج نفسي خاص”.
وأوضح القاسم:” افتتحنا ثلاث مدارس في تلدو، وأربعة في كفرلاها، وثانوية في تلذهب، وإعدادية في قرية الطيبة الغربية”.
“أبو سليمان مواطن من الحولة، قال لحرية برس: ” لدي ثلاثة أولاد يتلقون التعليم في المدراس الميدانية، وأتمنى أن تستمر هذه المدارس في تقديم خدماتها، كونها استطاعت أن تمنح الأطفال حقهم في التعليم، كما ساهمت في إبعادهم عن أجواء الحرب والضغط النفسي الذي يتعرضون له”.
وقد تسببت قوات الأسد باستهدافها العمد للمنشآت التعليمية، بمنع متابعة التعليم في المدارس الرسمية في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، حيث دمّر معظمها وبات الأهالي يتخوفون من إرسال أبنائهم للمدارس حفاظاً على أرواحهم.
يذكر أن منطقة الحولة بريف حمص الشمالي تؤوي أكثر من 65 ألف نسمة، وتخضع لحصار كامل من قبل قوات الأسد، التي تمنع عنهم الغذاء والدواء وحرية التنقل والتعليم، كما تتعرض المنطقة لقصف شبه مستمر بشتى أنواع الأسلحة.
عذراً التعليقات مغلقة