درعا – حرية برس:
نتيجة للظروف التي مر بها المجتمع السوري خلال السنوات الماضية، أخذت تطفو إلى السطح العديد من الظواهر التي تؤثر سلباً على المجتمع، ومن أهم هذه الظواهر هي ظاهرة التسرب والانقطاع عن المدرسة، التي كان من أبرز أسبابها هو التهجير القسري الذي تعرضت له العديد من البلدات والقرى، وتدمير عدد من المراكز والمدارس التعليمية في الجنوب السوري، مما حرم الأطفال من أحد حقوقهم الأساسية ألا وهو حقهم في التعليم.
وتحت شعار “التعليم يحميني”، أطلقت منظمة “غصن زيتون” حملة جديدة ضمن مساعيها إلى المساهمة في إنشاء جيل متعلم ومعافى نفسياً، وسعيها للارتقاء بالواقع التعليمي وتطويره.
يقول الأستاذ أدهم خطيب، منسق الحملة، لحرية برس، أن التحضيرات لهذه الحملة ابتدأت منذ بداية الشهر التاسع وهي مستمرة لنهاية الشهر العاشر، حيث وضعت المنظمة برنامجاً زمنياً نحاول من خلاله تغطية ما يقارب 83 موقعاً ما بين بلدة وقرية ومخيم في كل من محافظتي درعا والقنيطرة، وتسعى أيضاً للوصول إلى ما يقارب 45 ألف طفل، وذلك عن طريق فعاليات ونشاطات متنوعة.
الحملة وفق الخطيب، تتضمن أيضاً مهرجانات جماهيرية في مراكز المنظمة ومدارسها المنتشرة في الجنوب السوري والتي يُقدم خلالها الأطفال العديد من العروض المسرحية والشعرية والغنائية الهادفة، وأيضاً هناك الفرق الجوالة وفرق التوعية التي تجوب البلدات في كل من ريفي درعا الشرقي والغربي ومحافظة القنيطرة وتقوم بتوزيع بروشورات توعوية وتقيم محاضرات وندوات للأهالي، بالإضافة إلى حافلات الغصن التي يتركز عملها في المخيمات وتقدم أنشطة متعددة، وجميع هذه الفعاليات والأنشطة تركز على أهمية العلم والتعليم.
ويضيف المنسق: “خلال هذه الحملة نؤكد على أن التعليم حق لكل طفل وأن تكون فرص التعليم متساوية ومجانية لجميع الأطفال وهنا نذكر بأن هناك العديد من المراكز والمدارس والخيم التعليمية المنتشرة في الجنوب السورية والتابعة لمنظمة غصن زيتون تقدم خدمات التعليم مجاناً من مرحلة الروضة حتى مرحلة التعليم الأساسي”. موضحاً أن منظمة غصن زيتون ستقوم خلال هذه الحملة بافتتاح لعدد من المراكز والمدارس والخيم التعليمية في كل من ريفي درعا والقنيطرة.
وحول الصعوبات التي تواجههم أثناء تنفيذ الحملة، يقول الخطيب: لا شك بأن هناك العديد من الصعوبات التي تعترضنا أثناء تنفيذ الحملة؛ فهناك صعوبة الوصول للمناطق النائية التي تتواجد فيها مخيمات النزوح مما يرتب عبئاً كبيراً على كوادرنا، بالإضافة إلى صعوبات التنقل بين القرى والبلدات لفريق الحملة، وهذه الصعوبات تنتج في بعض الأحيان عن الوضع الأمني.
ويضيف: نحن في منظمة غصن زيتون وضعنا على عاتقنا في هذه الحملة تغطية 83 موقعاً والوصول إلى 45 ألف طفل، وهذا يشكل تحدياً كبيراً ولكننا في منظمة غصن زيتون لنا ثقة بكوادرنا سواء ضمن فريق الحملة أو المنظمة بشكل عام بأنها ستتجاوز هذا الرقم، وتبقى غايتنا الأساسية هي عودة الأطفال إلى مكانهم الطبيعي خلف مقعد الدراسة رغم كل الظروف.
من جانبه أوضح الأستاذ سهيل، وهو مدرس في إحدى الخيام التعليمية التابعة للحملة، أن الصعوبة الأكبر تكمن في البعد الفكري بين الحالة التعليمية والفكر الماضي، والذي تكرس في سنين التهجير القسري والحرب وتحول من فكر تعليمي إلى فكر حول الحرب وسماع الصواريخ والقذائف، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً حتى يسير الطالب أو المنقطع على سكة التعليم وقبول الجلوس على مقعد الدراسة.
ويضيف أنه بعد ذلك يأتي دور إقناع الطالب بالمستوى المناسب لتحصيله العلمي بغضّ النظر عن العمر، معتبراً أن هناك جهداً ووقتاً كبيراً يتطلبه تحويل المنقطع إلى حياة الطالب، وأن هناك عددٌ كبيرٌ من الأطفال ينشدون حلم العودة إلى مقاعد الدراسة لم يتم منحهم هذا الوقت والجهد، ومع كل هذه الصعوبات وغيرها إلا أنها لا تعادل شيئاً من بسمة طفل استطعنا تعليمه حرفاً، فمع هذه البسمة تزول كل الصعوبات”.
- إعداد مالك الخولي
Sorry Comments are closed