تحاول قوات الأسد جاهدةً بالضغط على القوى الثورية في محافظة درعا بمختلف الوسائل، وكان أبرزها قصف المرافق الصحية.
ويبذل العاملون في القطاع الطبي قصارى جهدهم لاستمرار تقديم الخدمات والرعاية الطبية لسكّان مدينة درعا البلد رغم القصف المتواصل من قبل قوات الأسد على المدينة.
وصرح الطبيب عبد الرحمن مسالمة”مدير مشفى درعا البلد الميداني” لحرية برس:” دمّرت قوات الأسد المشفى أثناء معركة الموت ولا المذلة في شباط 2017، وأتلفت اغلب الأجهزة الطبية ومحتويات المشفى، وقدرت الخسائر بنحو “87000 ألف دولار”، واضطررنا لنقل المشفى لموقع آخر، وتمكننا من تأمين بعض التجهيزات والأدوية الأساسية، وينقصنا بعض التجهيزات الطبية وادوية الأطفال و أدوية الامراض المزمنة مثل السكري والضغط، والأدوية الموسمية مثل أدوية علاج لدغات الأفاعي والحشرات”.
وقال الطبيب بسام سويدان “مديرالمكتب الطبي في مجلس مدينة درعا المحلي” لحرية برس:” إن الظروف في ظل الهدنة لم تختلف كثيراً عن السابق، إلا من حيث توقف الغارات الجوية، ومازالت قوات الاسد تخرق الهدنة، ويواصل المشفى استقبال جرحى إثر القصف المدفعي”.
وأوضح سويدان:” “أصيب7 من أعضاء الفريق الطبي في المعارك الدائرة في مدينة درعا البلد، واستشهد أحد المسعفين، بالإضافة لخسارة قسم الإسعاف بالكامل وبعض الأضرار المادية الجسيمة الأخرى، لوجود المشفى بالقرب من خطوط الاشتباك، وكانت تستقبل الجرحى ثم يتم فرزهم إلى مشافي أخرى حسب حاجة كل جريح وذلك لتخفيف الضغط عن المشفى”.
وأضاف”نُقلت المشفى إلى بناء جديد وتمت إعادة افتتاح غرفة العمليات مرة أخرى ، بالإضافة إلى كل من الاختصاصات التالية : علاج فيزيائي ، عيادة طب عام ، عيادة أمراض مزمنة ، عيادة داخلية، عيادة أسنان، عيادة قبالة نسائية،عيادة جلدية تخصصية، عيادة أمراض تناسلية، مخبر ، وصيدلية مركزية ،بالإضافة إلى المستودعات ، وكذلك الأمر بالنسبة لمشفى عيسى عجاج الذي تعرض لأضرار مادية بسيطة ولكنه استمر في تقديم خدماته للاهالي المنكوبين”.
وأوضح السويدان:”بعض الإصابات أو الأمراض الخطيرة مثل مرض السرطان يتم تحويلهم إلى دمشق أو السويداء لتلقي العلاج المناسب، وذلك بسبب افتقار المشافي في درعا للتجهيزات المطلوبة، فعلى سبيل المثال لايتوفر في مناطق درعا المحررة سوى جهاز طبقي محوري واحد وخارج عن الخدمة بسبب عطل تقني، ولايوجد امكانية لإصلاحه بسبب الحصار الذي يفرضه النظام مما منع امكانية استجلاب القطع اللازمة للصيانة”.
وأضاف ” برغم التنسيق بين جميع المشافي في مناطق درعا المحررة من حيث توزع الاختصاصات، حيث أن كل منطقة لديها مشفى خاص يخدم المنطقة الخاصة بها والمناطق المجاورة وذلك اتقاء لمخاطر القصف أو استهداف منطقة بعينها، إلا أنه ينقصنا مشفى مركزي يضم جميع التخصصات ، مثل جراحات الأورام والعصبية والقلبية. حيث تتوفر لدينا الكوادر المختصة إلا أنه تنقصنا الأجهزة، والعناية الخاصة المطلوبة. وهذا ما نطمح إليه مستقبلاً ، إلا أنه بعيد المنال في ظل القصف الوحشي للنظام ، وعدم توفر الدعم الذي هو أمر جوهري ومهم في أي نية لإقامة مشفى مركزي ، سواء كان دعم لوجستي أو إغاثي أو مالي ،في الوقت الذي توقفت فيه بعض المنظمات التي تُعنى بالرعاية الطبية عن إمداد المشافي بالأدوية” .
وأوضح الطبيب سويدان ” تفتقد مناطق درعا لمراكز تخصصية في تقديم خدمات الدعم النفسي، التي تعتبر ضرورية لتخفيف الأضرار النفسية الناتجة عن الحرب الهمجية التي تشنها قوات الأسد على الشعب السوري في درعا”.
درعا- إسراء الرفاعي- حرية برس:
عذراً التعليقات مغلقة